| 10 التعليقات ]

بماذا أفاد أوباما و نتنياهو العرب و المسلمين ؟! كلام متناقض بين قادة العالم ؛ الأول أَباَن عن وجهه الحقيقي أمام أَحِبَّتِه ـ الصهاينة ـ الذين أرسل إليهم رسائل طمأنة مفادها أولوية أَمْن الكيان الصهيوني '' إسرائيل '' و عيش الشعب لصهيوني بسلام و أمان بجانب دولة فلسطينية شوهاء منزوعة السلاح ، حدودها لا تقدر بحوالي رُبُع الدولة الفلسطينية الاسلامية عبر التاريخ ؛ حتى حدود ـ حزيران 1967 ـ أصبحت محل نقاش . لم يكن أوباما في خطابه أمام أذنابه من الصهاينة و المُتصَهْيِنِين لِيَهْتَم َّ أو يلتفت على الأقل إلى حقوق الشعب الفلسطيني : دولة مستقلة ذات سيادة ، حق العودة ، اللاجئين ، القدس الشريف .. بل كان همه الأول و الأخير أن يعيش الكيان الصهيوني و شعبه و لْتَمُتِ الأمة الإسلامية و العربية و الشعب الفلسطيني، فالحياة ‘‘لإسرائيل '' ... !؟
أما نتنياهو ، هذا السفاح الجبان ، قاتل الأطفال في غزة ، مُعْتَقِل النساء في الضفة ، المتطرف اليميني ، الصهيوني حتى النخاع ، أكبر إرهابي على وجه الأرض ، كان خطابه أمام زبانيته في الكونغريس الأمريكي أشد لهجة من نظيره ، أنكر على الفلسطينيين القدس التي فتحها عمر الفاروق في السنة السادس عشرة للهجرة ؛ و قال إنها العاصمة الموحدة لكيانه ، كما أنكر عليهم حتى حدود 1967 أي ضَرب للشرعية الدولية في الصميم و القرارات الأُمَمِية ، لكنه مع ذلك وجد الحل الأوفق لللاجئين وهو أن يذهبوا إلى الدول المجاوِرة : الأردن ، لبنان ...!
لم يَكْتَف هذا المجرم الأكبر على وجه الباسطة بذلك ، بل أهَان و أَذَلَّ الشعوب العربية بزَعمه أن أكثر من ثلاثمئة عربي لا يَتَمَتَّعون بحقوقهم و لا تُحتَرَم حرياتهم و ديمقراطيتهم إلا أن مليونا عِربِيًا يعيشون في بحبوحة الديمقراطية و الحرية و الكرامة بالكيان الصهيوني .. يا لها من إهانة ... !؟
ما نريد إيصاله من هذا التلخيص الموجز للخطابات السابقة لقادة العالم : هو أن الذين يتشدقون بالمفاوضات و الحلول السلمية ـ الاستسلامية ـ و الدبلوماسية و الشرعية الدولية و التشبث بالقرارات الأممية... نقول لهم إن بضاعتكم فَنَتْ ؛ ألم يَقُلْ أوباما زعيم العالم إن الأمم المتحدة لن تعترف بالدولة في 23 سبتمبر ، و اسْتَبق الأحداث ، فماذا ينتظر عباس من تهليلاته لخطاب أوباما ؟؟؟
إن بضاعتكم فَنَت ، فهل وجدتم بديلا !!؟
البديل الحقيقي ، الواقعي ، المنطقي ، الناجع ، الناجح هو : المقاومة ، هو الصمود ، هو النضال في الميدان ، هو الثبات في المعركة ، هو الجهاد الإسلامي ، هو الاتحاد و الوحدة .. لنأْخذ عِبَرا من التاريخ ، و مآسي مسلسل المفاوضات بين '' الأسد و الأرنب '' ، و لْنَعْتبر من خروج الكيان الصهيوني من جنوب لبنان في بداية هذه الأَلْفية مهزوما مَدْحورا مذلولا بفضل الله أولا ثم المقاومة ثانيا ..
خلاصة القول ، أن '' أوباما '' و '' نتنياهو '' لم و لن ينفعا العالم الإسلامي في شيء ، بل على العكس سَيَسْتمرون في ابتزاز خيراته و نهب ثرواته وتشتيت شَمْله بكل الوسائل ، و منه كما ذكرنا آنفا البديل عنهم ، المقاومة و خاصة الإسلامية منها و التي تنطلق من القرآن و السُّنة و تعتبر عملها جهادا في سبيل الله و امتثالا لأمر الله في قوله : ( و اعتدوا عليهم بمِثل ما اعتدوْ عليكم ) ( و جاهدوا في الله حق جهاده ) ، و يجب على باقي المسلمين دعم كل أشكال المقاومة سواء ماديا أو معنويا و الكف عن الطعن خلف المقاومة و نضالها بألوان التطبيع سواء الاقتصادي أو الثقافي .
وفي الأخير ، على المسلم أن يتيقن بأن نصر الله آت و كل آت قريب ، انتظارا لوعده تعالى في سورة الاسراء بتحرير المسجد الأقصى الأسير من أيدي مُدَنِّسِيه الصهاينة اليهود ( فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءو وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول و لِيُتَبِّروا ما عَلوْا تتبيرا ). و على المسلمين في العالم الاسلامي كافة أن يجعلوا رقي الأمة نُصْب أعينهم و ينفتحوا على غيرهم و أن يجتنبوا تَوَلِّيَ اليهود و النصارى بالذوبان في حضاراتهم . و ليتذكروا قول الله تعالى : '' و لله العزة و لرسوله و للمومنين '' . 



ملاحظة : هذا المقال كُتب منذ ماي بعد حوالي أسبوعين على الخطابات ، و نُشر آنذاك بالمجلة المدرسية '' الإصلاح الثقافي '' .

10 التعليقات

غير معرف يقول... @ 23 سبتمبر 2011 في 10:45 ص

جميل . معلومات وافرة أخي . رعاك الله

أيوب بوغضن يقول... @ 23 سبتمبر 2011 في 11:08 ص

هههههههههه .. شكرا اخي مكنسة ..

غير معرف يقول... @ 23 سبتمبر 2011 في 11:38 ص

جزاك الله خيرا على هذه المواضيع القيمة أيها الأخ الكريم

أيوب بوغضن يقول... @ 23 سبتمبر 2011 في 2:41 م

dd

غير معرف يقول... @ 23 سبتمبر 2011 في 2:46 م

السلام عليكم

غير معرف يقول... @ 23 سبتمبر 2011 في 2:47 م

اخي ايوب بارك الله في خطواتك هاته وجعلك الله من الكتاب العاملين على النهوض بالامة والمجاهدين من اجلها باقلامهم وافكارهم .

أبو خليق يقول... @ 23 سبتمبر 2011 في 2:56 م

السلام عليكم

وفقك الله لخدمة القضية الفليطينية, وأعظم بهاخدمة....

في أمان الله


عبدالرحيم

أيوب بوغضن يقول... @ 24 سبتمبر 2011 في 4:44 ص

amin

أسامة . oussama يقول... @ 24 سبتمبر 2011 في 11:06 ص

{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }البقرة120

دليل من القرآن على أن الاعتماد على الغرب لتحقيق السلام هو مجرد وهم و كما قلت أخي الخلافة هي الحل

غير معرف يقول... @ 26 سبتمبر 2011 في 10:11 ص

أخي الكريم أيوب لا يسعني إلا أن أقول لك جعلك الله مقداما ساعيا إلى نصرة الحق وإبطال الباطل وعلى رأس ذلك القضبة الفلسطينبة التي هي همنا الأكبر تحياتي للكاتب الكبير والأديب العظيم إن شاء الله .



يوسف

إرسال تعليق