| 2 التعليقات ]



أصبح الحديث عن قواعد القراءة المثمرة أو "فن القراءة" ذائعا. فهكذا الإنسان انتبه، عبر تاريخه، إلى أهمية تتبع تجارب الناس لاستخلاص القواسم المشتركة بينهم بخصوص ظاهرة من الظاهر،  ليتم تعميمها ويطلق عليها "علم" أو "قواعد". كل هذا لتيسير المسألة على الأجيال اللاحقة والقادمة كي لا تكرر نفس الأخطاء ولا تتيه في التجريب ولكي تعمل على تطوير مكتسبات الآخرين والبناء على تراكمهم.
ومنذ أن اكتشف الإنسان أن القراءة هي التي تجعله جديرا بالكرامة الموهوبة من الرحمان. (اقرأ وربك الأكرم). راح يفكر في السبيل إلى إيصال هذا النور والسراج إلى كل الأجيال. فاندفع باحثا عن الوسائل التي تخلق بواعث القراءة لدى هذه الأجيال على أمل أن تلتزم –في النهاية- بالمواظبة عليها مُوقنة أنها بدونها تفقد هويتها الإنسانية الأصيلة (التي تشكل النفخة الإلهية عمودها الفقري).
ومنذ وجود الإنسان على هذه الأرض، يخلق الله جل في علاه باستمرار نماذج تعلو تطلعاتها وتسمو تأملاتها وترتبط بالمعرفة ووعائها (الكتاب) ارتباطا مثيرا. من هنا، كان التنقيب في آراء هذه النماذج وسبر أغوار مسارها والبحث عن تأملاتها التي جسدت مُخرجات تجربة من 'القراءة" بلغت عشرات السنين مع آلاف الكتب؛ أمرا في غاية الأهمية والفائدة. لهذا اخترنا في هذا المقال أن نقف مع أحد هذه النماذج وأحد "فلتات" العصر وهو الأستاذ عباس محمود العقاد. وهو غني عن التعريف، من مواليد سنة 1889 بمصر، انقطع عن الدراسة منذ المرحلة الابتدائية واستمر بعصاميته الاستثنائية في التثقيف الذاتي حتى صار من كبار المفكرين في العالم. عُرف بكونه قارئا نهما طالع عشرات آلاف الكتب والصفحات (قيل حوالي "70 ألف كتاب"!). اخترنا أن نقف مع العقاد لنتعلم قواعد في "القراءة" مستقاة من خبير لا يشق له غبار. (ولا ينبئك مثل خبير).
أول سؤال ينقدح في ذهن كل مطلع على سيرة العقاد هو ما البواعث التي جعلته يعشق القراءة ويدمن عليها، أو بتعبير آخر؛ لماذا يهوى العقاد القراءة إلى حد الجنون؟ ومنذ البداية يرفض العقاد اختزال القراءة في كونها فقط وقودا للكتابة:  كلا.. لست أهوى القراءة لأكتب، ولا أهوى القراءة لأزداد عمرا في تقدير الحساب..
ويستدرك: إنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا، وحياة واحدة لا تكفيني، ولا تحرك ما في ضميري من بواعث الحركة.
والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة واحدة في مدى عمر الإنسان الواحد، لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق، وإن كانت لا تطيلها بمقادير الحساب.
فكرتك أنت فكرة واحدة.. شعورك أنت شعور واحد.. خيالك أنت خيال فرد إذا قصرته عليك..
ولكنك إذا لاقيت بفكرتك فكرة أخرى، أو لاقيت بشعورك شعور آخر، أو لاقيت بخيالك خيال غيرك.. فليس قصارى الأمر أن الفكرة تصبح فكرتين، أو أن الشعور يصبح شعورين، أو أن الخيال يصبح خيالين.. كلا.. وإنما تصبح الفكرة بهذا التلاقي مئات من الفكر في القوة والعمق والامتداد. (عباس محمود العقاد، أنا، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، 1996، ص: 69 )
وبخصوص السؤال الأشهر؛ ما هي الكتب المفضلة لديك؟ يجيب: أُفضل قراءة كتب فلسفة الدين، والتاريخ الطبيعي، وتراجم العظماء، وكتب الشعر. وأعتقد أن العلاقة بينها متينة، وإن تختلف في الظاهر، لأنها ترجع إلى توسيع أفق الحياة أمام الإنسان.. فكتب فلسفة الدين تبين إلى أي حد تمتد الحياة قبل الولادة وبعد الموت. وكتب التاريخ الطبيعي في أشكال الحياة المختلفة وأنواعها المتعددة. وتراجم العظماء معرض لأصناف عالية من الحياة القوية البارزة. والشعر هو ترجمان العواطف. (مرجع سابق، ص:71)
هكذا العقاد يفضل من الكتب كل ما له مساس بسر الحياة. إنه هنا يعلمنا درسا بليغا متجددا مفاده أن الغرض الأول من القراءة ليس أن نتعلم البيان أو نرد على المخالفين والأعداء وإنما هو –قبل كل شيء- أن نستوعب وأن نقترب من سر الحياة وما وراء استخلاف الإنسان. إنه يدفعنا إلى الانتباه من جديد إلى كون القراءة جواز الدخول إلى ملكوت استحقاق الكرامة الإلهية. لأن البليد الحس والمفتوح الثغر والغافل عن الضجيج، الذي لا تثيره هذه الحياة ولا يستفزه الجرح الوجودي الذي يلازمه طيلة هذه الرحلة؛ فذاك أبعد ما يكون عن استحقاق كرامة الرب الأكرم التي لا تُنال إلا بعد الاستجابة لنداء (اقرأ).
ومادام الباعث على القراءة هو هذا،  يقرر العقاد أن التحديد في اختيار الكتب أمر يتجنى على الهدف الأكبر (الاقتراب من سر الحياة) لأن أي كتاب يحوي إشارات يلتقطها القارئ وتساعده في إدراك جونب تخفى عليه من دون أن يقصد ذلك.  فالكتب طعام الفكر، وتوجد أطعمة لكل فكر كما توجد أطعمة لكل بنية، ومن مزايا البنية القوية أنها تستخرج الغذاء لنفسها من كل طعام وكذلك الإدراك القوي يستطيع أن يستخرج غذاء فكريا في كل موضوع. وعندي أن التحديد في اختيار الكتب هو كالتحديد في اختيار الطعام. وكلاهما لا يكون إلا لطفل في هذا الباب أو مريض، فاقرأ ما شئت تستفد إذا كان لك فكر قادر أو معدة عقلية تستطيع أن تهضم ما يلقى إليها من موضوعات، وإلا فاجعل القابلية حكما لك فيما تختار لأن الجسم غالبا ما يغذيه ما يشتهيه. (مرجع سابق، ص:71)
لا أخفي أنني كنت –وما زلت- حريصا –كلما سئلت- على تحديد الكتب التي تستحق القراءة للسائل (خاصة إن كان في بداية المشوار) وأحرص على التي تفتح الشهية للناشئة -في عالم القراءة- لأنهم فعلا أطفال من الناحية الفكرية مهما بلغت أعمارهم. غير أنني أنبههم إلى أن هذه مرحلة البداية والرعاية سرعان ما تمر وتأتي المحطة التي يسيح فيها الإنسان -كما يشاء- في عوالم الأفكار والمعرفة. لكن لا تفوتني دائما الإشارة إلى ضرورة التنظيم ومحاربة العشوائية في الانتقال من موضوع إلى موضوع ومن مجال إلى مجال ومن كاتب إلى آخر. وأظن أن هذه الآفة هي مقتل معظم القراء الذين فشلوا في اكتشاف لذة القراءة وانعكاس ثمارها على حياتهم الفكرية.
وعموما فالعقاد يشترط فيما قاله امتلاك  فكر قادر أو معدة عقلية تستطيع أن تهضم ما يلقى إليها من موضوعات، ومعلوم أن حيازة هذا الفكر أو هذه المعدة هو نتيجة تراكم محصول من المعارف واحتكاك طويل مع الكتابات. يعني أن هذا الكلام موجه للذين لهم باع معتبر في القراءة ويقتصرون على مجال دون مجال ويستخفون بأهمية باقي الموضوعات.
ورغم كون العقاد يقول بضرورة ترك مجال الاختيار مفتوحا خاصة للذين حصلوا على "الأقدمية" في التعاطي مع الكتاب. فإنه مع ذلك يحدد مقياسا للكتاب المفيد. يقول: وأما مقياس الكتاب المفيد فإنك تتبينه من كل ما يزيد معرفتك وقوتك على الإدراك والعمل وتذوق الحياة، فإذا وجدت ذلك في كتاب ما، كان جديرا بالعناية والتنويه؛ فإننا لا نعرف إلا لنعمل أو لنشعر، أما المعرفة التي لا عمل وراءها ولا شعور فيها فخير منها عدمها . وعلى هذا المقياس تستطيع أن تفرق بين ما يصلح للثقافة والتهذيب وما لا يصلح. (مرجع سابق، ص:72)
قد يبدو هذا الكلام مناقضا للأول غير أن التأمل الدقيق يفضي إلى اكتشاف تكاملهما. فالعقاد يؤمن بكون باب الاختيار مفتوحا في الكتب، أي أن على الإنسان أن يترك خلفه الأحكام المسبقة تجاه أي كاتب أو كتاب قبل أن ينخرط في القراءة، فيكون دليله آنذاك –إن كان ذا معدة عقلية قوية- هو التمحيص والتبيُن: من خلال البحث عن المعرفة التي سيضيفها له أو قوة الإدراك التي سيمنحها له أو الذائقة التي سيزكيه بها.
لأنه في نهاية المطاف؛ الغرض من البحث وراء (سر الحياة) ليس التسلية والمتعة –وإن كانت حاصلة تبعا- وإنما الغاية كامنة في الاستجابة للمقولة التي تقول: الإنسان عدو ما يجهل. فكلما زاد الإنسان معرفة بالحياة وأدرك طبيعة الإنسان انعكس ذلك على سلوكه وتحرر من استعداء أمور هي من صميم طبائع الأشياء وتَخفَف من الأوهام والأساطير التي تكبله وانعتق من  التصورات الخاطئة التي تشوش عليه. فعلى سبيل المثال كلما أدرك الإنسان ضآلة نفسه أمام حجم الكون الضخم أو قوة ارتهانه لمحيط نشأته ازداد إقبالا على التواضع والحلم والإيمان بنسبية أفكاره.
ويأتي العقاد إلى تأثير كل من أنواع الكتب الثلاثة: العلمية، والأدبية والفلسفية. فيرى أن الكتب العلمية تعلمنا الضبط والدقة. والكتب الأدبية توسع دائرة العطف والشعور وتكشف لنا عن الحياة والجمال. والكتب الفلسفية تنبه البصيرة وملكة الاستقصاء وتتعدى بالقارئ من المعلوم إلى المجهول، وتنتقل به من الفروع إلى الأصول. (مرجع سابق، ص:72)
ومن المفيد الإشارة إلى أن الكتب "الفلسفية" يمكن تعميمها؛ فكتب فلسفة العلوم التي تدرس منطق العلم –أي علم- وأصوله ومقاصده وكلياته يمكن أن تندرج في هذا الإطار. حتى علم (أصول الفقه) فهو فلسفة تؤطر الفقه وقواعد استنباط الأحكام. وفي تقديري هذه الكتب هي التي تقربنا أكثر من سر الحياة لأنها تنظر من عل إلى سائر المجالات وهي أصلا تشتغل على المعطيات التي ينتجها البحث العلمي والمواد التي يفرزها الإنتاج والنظر الأدبي. لأنها أي هذه الكتب تجيب على السؤال الأهم (لماذا؟)؛ وتوظيف إجابات (كيف): تجري الحياة (مجال الكتب العلمية)، يتحرك الناس ويفكرون وأين يتجهون بمشاعرهم (مجال اشتغال الأدب).
في الأسطر أعلاه لما أشرنا إلى كون القراءة شرط نيل الكرامة. أكيد سيقفز إلى ذهن كل قارئ نبيه سؤال يقول: وما محل الناس الأميين الذين لم يؤتوا ولو فرصة واحدة للتعاطي مع الكتاب، ناهيك عن أن يفكروا في إدمان الحرف. وسيواصل المعترض الحصيف: وإذا كان المناط من القراءة هو إدراك أو –بالأحرى- الاقتراب من سر الحياة؛ فالعديد من الناس يفيضون بالحكمة ويستوعبون مغزى  الحياة بعدما عركتهم التجارب وعلمتهم المُشاهدات والتأملات.
هنا العقاد يشير إلى تكامل (التجارب) و(القراءة). لأنها تمكن من تعميق الاستفادة من المقروء. كما أن (القراءة) تُمكن من تطوير التأملات وتدقيق الملاحظات واستخلاص الدروس والعبر من المحن والمنح والنعم والنقم. لا تغني الكتب عن تجارب الحياة، ولا تغني التجارب عن الكتب، لأننا نحتاج إلى قسط من التجربة لكي نفهم حق الفهم. أما أن التجارب لا تغني عن الكتب، لأن الكتب هي تجارب آلاف السنين في مختلف الأمم والعصور ولا يمكن أن تبلغ تجربة الفرد الواحد تجارب عشرات السنين.
وتكمن الأهمية الكبرى للتجارب في كونها هي التي تساعد القارئ على الاستدراك على الكاتب ومناقشة أفكاره. فالإنسان يخوض التجارب –ولا شك أنه يتأمل في نفس الوقت فيما يحدث ويسجل في ذهنه الملاحظات- ثم يقرأ ثم يتأمل في النهاية في التشابك والتقاطع والفصام بين ما تنطق به التجارب الذاتية وما تقوله الكتب. وهكذا يبقى كل شيء مهما في حياة الإنسان إذا أحسن استثماره. فالمعارف التي نجمعها من التجارب والكتب محصول نفيس، ولكنه محصول لا يفيدنا ما لم نغربله ونوزعه على مواضعه من خزائن العقل والضمير.. ولن تتيسر لنا هذه الغربلة وهذا التوزيع في غير أوقات الفراغ.. إن معارف التجربة والاطلاع زرع ينتظر الحصاد والجمع والتخزين، ولا فائدة للحرث والسقي والرعاية ما لم تأت بعد ساعة التخزين.. وهي ساعة الفراغ.. ساعة هي ألزم لنا من ساعات العمل، لأن العمل كله موقوف عليها في النهاية، فلا ثمرة لأعمال الحياة بغير فراغ الحياة. (مرجع سابق، ص:93)
ساعة الفراغ، إذن، هي ساعة الحصاد. فالقراءة ليست متعة –كما يُشاع- وإنما واجب ولهذا فهي (عمل)، كما أن تجارب الإنسان كلها تُخاض وهو يعمل. وتأتي ساعة الفراغ حيث يستريح الإنسان جسديا ويشتغل ذهنيا في تحليل ما انتهى إليه من معطيات ومعارف حتى يكتسب المزيد من النباهة والذكاء وحاسة الانتباه. من هنا كانت ساعة الفراغ هي التي تصنع الفرق بين الناس.
كان الأستاذ علي عزت بيغوفيتش يرى أن كثرة القراءة لا تجعلنا أكثر ذكاء. فبعض الناس "يلتهمون" الكتب من دون الوقفات الضرورية للتفكير، هذه الوقفات ضرورية من أجل "هضم" المقروء ومعالجته، من أجل استيعابه وإدراكه. حين يتحدث أناس من هذا النوع؛ فإن شذرات من "هيجل" و"هيدجر" و"ماركس" تخرج من أفواههم كما هي، بلا هضم أو معالجة. إن القراءة –يقول علي عزت- تقتضي إسهام القارئ فيما يقرأ، ويحتاج هذا إلى وقت، كالنحلة تُحول الرحيق في بطنها على عسل.  (علي عزت بيغوفتش، هروبي إلى الحرية، مدارات للأبحاث والنشر-القاهرة، الطبعة الأولى، 2014، ص:32) 
نأتي على أهم فكرة أو أجود درس، في تقديري وبناء على تجربتي المتواضعة، وهو التركيز في القراءة على موضوع واحد (وأضيف الكاتب الواحد !) ونبذ تشتيت الذهن وطرق عدة موضوعات خاصة في بدايات تعاطي الإنسان مع المعرفة والقراءة أي قبل تحصيل الحد الأدنى الذي يُمَكن من التوظيف الإيجابي لأي مقروء وربط عناصر الموضوعات. 
 يقول العقاد: ولا أظن أن هناك كتبا مكررة لأخرى، لأني أعتقد أن الفكرة الواحدة إذا تناولها ألف كتاب أصبحت ألف فكرة، ولم تعد فكرة واحدة..  ولهذا أتعمد أن أقرأ في الموضوع الواحد أقوال كتاب عديدين، وأشعر أن هذا أمتع وأنفع من قراءة الموضوعات المتعددة. فمثلا أقرأ في حياة نابليون أقوال أكثر من ثلاثين كاتبا، وأنا واثق من أن كل نابليون من هؤلاء هو غير نابليون الذي وصف في كتب الآخرين. (مرجع سابق، ص:72 )
هي دروس، على كل حال، بالإمكان أن تساهم في تخصيب تجارب القراء مع القراءة. فمهما بلغ شأو الإنسان في مجال إلا وتطلع إلى معرفة تجارب الآخرين فيه ليستفيد ويُنَقح ويطور مسيرته. وها هو العقاد نفسه، الذي لا ريب في أنه منتسب إلى زمرة العظماء، يواظب -كما قال- على قراءة تراجم الكبار وسير العظماء. ولا يفوتني أن أشير إلى أنني أستحب الاطلاع على تجارب كبار القراء كما يحكونها -وأقارنها مع تجربتي الناشئة- على أن أقرأ حديثا في "القراءة السريعة" أو "علم القراءة!"، وربما تكون هذه سلبية علي التخلص منها، لكن ما عساني فاعلا فهذا هو سلوكي وهذه هي ميولاتي!



2 التعليقات

Unknown يقول... @ 11 أغسطس 2016 في 7:08 م

مقال راااىع وشيق قراته مرات عدة وساعيد قراءته لما يحوي من حكم ورزم نصائح ..ورايي ان حرصك على استنباط قواعد القراءة بنفسك من خلال اطلاعك على سير العظماء هو عين العقل
فبدلك تنتقي من السوق ماتحتاجه لطبختك (فكرك) المحددة سلفا خلاف من يصنعها بما يوجد في ثلاجة غيره

Unknown يقول... @ 20 يناير 2021 في 8:52 م

مقال اكثر من رائع

إرسال تعليق