| 4 التعليقات ]





 يثير مفهوم الحرية العديد في دواليب السياسة و الدين العديد من التساؤلات و النقاشات و المطاحنات الفكرية و الأيديولوجية، و يتصدر نقاشه في الجناح اللاديني بعض النسوانيين و الجاهليين الذين يتوهمون أنفسهم حماة للحرية من الطوفان الإسلامي الزاحف نحوها. فمنذ عهد الطغاة و الاستبداد العَلماني اللاديني الذي عاشته الشعوب الإسلامية و منذ أن هبت رياح الصحوة الإسلامية الراشدة، حاول المعسكر اللاديني سواء الرسمي أو المعارض الحيلولة دون وصول التيار الإسلامي إلى الحكم بكل الوسائل  المشروعة منها أو الغير مشروعة، كل ذلك تحت شعارات زائفة من قبيل الدفاع عن حرية البهائم و سوق الرقيق، بتعبير الشهيد سيد قطب رحمه الله و عن الحريات الفردية بتعبيرهم !!!
و اليوم، و لله الحمد، بعد أن تحررت بعض الشعوب من نير الخوف و الطغيان العلماني الذي رزحت تحته لعقود من الزمن، و تحت شتى المسميات فمن شعارات القومية الفارغة من مضمونها في عهد جمال عبد الناصر إلى شعارات البعث و الممانعة لبطلها بشار الأسد ! مرورا بشعارات التقدمية و الحداثة لبورقيبة .. و غيرها كثير . و صل  التيار الإسلامي، أخيرا، إلى سدة الحكم، و رغم التطمينات و الرسائل التي بعثها زعماء هذا التيار في مشارق الدول العربية و مغاربها (وهم لا يحتاجون  إلى ذلك و ليس مفروضا عليهم)، إلى أن بعض جحافل العصابات اللادينية مازالت تغرد خارج السرد، مازلت تحن إلى عهود الاستبداد الفكري للأقليات باسم الحرية الفردية، بعد أن عرَّتها الثورات الديمقراطية المباركة و بينت حجمها الضئيل في المجتمعات و وزنها الحقيقي فيه.

البعض جاء ليلقن الشعوب دروسا في الديمقراطية، ناسيا أن تلك الشعوب هي التي أعطت العظات و العبر للعالم كله في ذلك، و هذا يتجسد بشكل كبير في تونس، فما إن سطع نجم حركة النهضة إلا و تعالت أصوات بعض النساء '' الجاهليات* '' تتهم الشعب التونسي الأبي بقِصر النظر و عدم إحسان الاختيار ( قلة قليلة تحسن النظر أكثر من الملايين !!! )، من الطرائف أيضا في ذلك أن فتاة عارية إلا من جلدها، عبرت عن خوفها و امتعاضها و عدم تصورها لأن يحكمها ملتحون. هذه بعض ردود الأفعال التي صدرت عن النساء، أما بعض الرجال النسوانيين، فخطابهم غير مفهوم و حتى ما يخافون عليه غير مقبول؛ فالشعوب خرجت من أجل الحرية والكرامة و العدالة الاجتماعية، بعد أن يئست من الاشتراكية الفارغة من محتواها وبعد أن قهرتها الرأسمالية المتوحشة، فلم تجد بدا من أن تثور على هذه الانظمة الطاغوتية المستوردة من اليهود و النصارى و التي عانت الشعوب المسلمة  من استبدادها و جبروتها. و بالتالي، لا يمكن للشعوب إلا أن  تتنتخب أحد أبناءها كخادم لرعيته بإرادة حرة نزيهة، و ليس على هذا الحاكم الجديد  أو الخادم إلا أن يحقق مطلب العدالة الاجتماعية و التنمية الاقتصادية و الهدف الأول و الأخير تعزيز الهوية و استرجاع الكرامة المفقودة من جراء التبعية الذليلة و العمالة النذلة للقوى المستكبرة في الأرض من القوى الغربية و الصهيونية الهمجية.
خلاصة القول، أن الحكام الجدد في أقطار بلاد الاسلام من أولوياتهم تعبيد الطريق إلى الديمقراطية الحقة بمعناها الذي يرجع الإرادة للأمة  و إعادة الاعتبار للمجتمع الأهلي ( يسمى المجتمع المدني في القاموس السياسي الحالي)، أما ما يثار عن الحريات فما هي إلى زوبعة يقيمها الشاذون و أصحاب السلوكات الناشزة للضمير الجمعي للأمة، بعدما اتضح لهم أن الشعوب المسلمة إذا كانت حرة من الفساد والاستبداد لن ترضى بغير حاكمية الخالق عزوجل، و كما قال الدكتور المرسي-حزب الحرية و العدالة في مصر- كيف يمكن إكراه الإنسان على أمر معين و  خالق الخلق خَيَّرَهُ بين الإيمان و الكفر؟ 
و الواجب على الحكام الجدد، كما عبر على ذلك المنسق العام لدور القرآن الشيخ حماد القباج، هو تحرير مفهوم "الحريات" و"حقوق الإنسان" من قبضة الفلسفة الإباحية التي أحكمتها "الصهيونية" ودعمتها "العلمانية الإباحية" ..


* هم يتهمون الدعاة الى الله بالظلاميين و الحق تبارك و تعالى يقول '' و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى '' , و بالتالي فإن هؤلاء المتبرجات مقلدات لنساء الجاهلية، رجعيات ينتسبن إلى ظلماتها.


...تابع القراءة

| 5 التعليقات ]






تعرف المدرسة المغربية ، كغيرها من المؤسسات الحية بالمغرب ، هجوما شرسا من القوى المعادية لهوية الشعب المغربي المسلم ، ابتداء من الهجمة الفرنكفونية التي غزت قلاع أحد مكونات الهوية المتمثل في   اللسان و اللغة المغربيين ( العربية و الأمازيغية ) ، والتي مكنت للغة الفرنسية في الحياة المدرسية من التلميذ المبتدئ إلى الطالب المتخرج ، هذا الفيروس  تسرب إلى جسم المدرسة الحرة منذ سنوات  و بدأ يسري مجرى الدم  حاليا في المدرسة العمومية ، و  من المعلوم ، أن الجماعة البشرية قد اتفقت  في أدوات الإنتاج الحضاري على  الرسالة و اللسان و الأمة و الدولة ، و بالتالي فالهجمات المتواصلة على اللسان ما هي إلا سعي لوقف كل تحرك حضاري للأمة المغربية ، و بالإضافة إلى كون النشء ( التلميذ ) عماد الأمة و رجالها في الغد ، فإن الحرب المسعورة على هوية التلميذ ما هي مرة أخرى إلا تكريس لنفس المنطق في قطع السبيل أمام كل نهضة منشودة .
كما تجسد ذلك الهجوم السافر على الهوية في جانب آخر ، أشد خطرا ، و هو ما ترسخه  دعوات التمييع و التغريب التي شنت على المجتمع التلمذي و بدت تنخر كيانه ؛ و قد حمل لواء تغريب الحياة المدرسية النخبة العلمانية ببلدنا البعيدة كل البعد عن نبض الشارع و هموم المجتمع و قيمه و  حضارته الضاربة في أعماق التاريخ ، نظرا للغربة المفرطة لأيديولوجيتها عن هويته .
هذه النخبة العلمانية  عرَّتها الثوراث الدمقراطية في بعض البلدان العربية ، و فضحتها الانتخابات في المغرب ، بما أفرزته النتائج من  بغض الشعوب لتلك النخبة اللادينية التي قامت بالسطو على هويتها و مرجعيتها تحت جنح الظلام ! و بما أبرزته من   مقدار الحقد الدفين التي تكنه الجماهير لكل ما يعادي قيمها و تاريخها و حضارتها .
عرفت الاستراتيجية العَلمانية عدة منافذ تصل من خلالها إلى ما تصبوا إليه من تمييع التلميذ المغربي المسلم و طمس لملامحه الأصيلة ، باعتباره البوابة الكبرى لتفسيخ المجتمع ككل في المستقبل القريب ، حتى تتمكن فيه جرثومة التبعية الذليلة للقوى المستكبرة في الأرض ، تحت شعارات زائفة كتكوين مجتمع متقدم يساير العصر ، تربية النشء على قيم التسامح  و الحرية و الدمقراطية و الحداثة  ... إلى غير ذلك .
هذه الشعارات ، حق يراد به باطل ، فلا أحد يكره التقدم ، و لا يختلف عاقلان عن قيمة الحرية ؛ لكن كل هذه المبادئ فهي من صميم ما تنادي به مرجعيتنا و من ما يؤكد عليه تاريخنا المجيد ، وما تتكلم به حضارتنا السمقة ، فلماذا يراد الوصول إليها من طريق ملتوٍ ، و من طريق الاستيراد الأعمى من الحضارة الغربية بقبيحها و جميلها ؟ مع العلم أن تلك الحضارة لها خصوصيتها ، و تاريخها الأسود الذي انطلقت من ظلماته مستنيرة بما تختار من باقي الحضارات حتى بنت حضارتها اليوم على ما فيها من السوء و الفوائد على البشرية .
لذلك فكل أمة اختارت طريق النهضة لا بد لها من الانطلاقة من تاريخها و تراثها و هويتها و مرجعيتها ، خصوصا أن تاريخنا أبيض ، لا غبار عليه إلا  في القرون الأخيرة حين بدأ الانحطاط ، و مع ذلك يجب أن نستفيد من التجارب المعاصرة ، كي لا نكرر نفس الأخطاء .
و الواجب علينا الاستفادة من الحضارة الغربية  في جانب التعليم و التطور العلمي و التكنولوجي الذي مس كل البقاع و الأصقاع من تفتيت الذرة إلى اكتشاف المجرة . بعيدا عن المنزلقات الأخلاقية التي سقط فيها التلميذ الغربي ، نتيجة سياسات دولته .
إن إيهام الناس بأن الُعري  و العلم متلازمان و أن الأخلاق و التكنولوجيا منفصلان لمهزلة مكشوفة و لخديعة كبرى ، يُكَذِّبها التاريخ الذي يشهد أن أن الحضارة الإسلامية في عصور الازدهار جمعت بين الأخلاق المحمدية و النهضة العلمية في أرقى حضارة عرفتها الإنسانية .
و إن الإصرار على تنميط حياة المجتمع التلمذي المغربي على شاكلة نظيره الغربي تحت ذريعة '' الحداثة المنشودة '' و '' التقدم المطلوب '' لهو ضرب من الخيال و من قبيل أضغاث الأحلام ؛ أولا لأن التجارب لا تتكرر بل تترقى من الحسن في الأحسن ، ثانيا لأن ذلك بمثابة  صفارة إنذار بإعلان إفلاس الحضارة المبتدئة منذ بدايات التأسيس لها و ذلك بإفقادها أحد ركائز النهضة وهي العلم ، لأن الميوعة و الإسفاف و التفكير المستديم في سفساف الأمور و الإشباع الجنسي  و استعراض المفاتن و العورات يُبعد التلميذ المغربي المسلم '' تاريخيا'' و ''جغرافيا ''، عن تقوى الله سبحانه و تعالى ، و شرط العلم عند رب العالمين هو التقوى . قال تعالى : '' و اتقوا الله و يعلمكم الله '' .
كما لا يخفى على أحد اليوم ، أن الحضارة الإنسانية ، بتعبير سيد قطب رحمه الله ، بحاجة إلى قيادة جديدة . و كما قال رحمه الله في مقدمة '' معالم في الطريق '': ( إن قيادة الرجل الغربي للبشرية قد أوشكت على الزوال .. لا لأن الحضارة الغربية قد أفلست ماديا أو ضعفت من ناحية القوة الاقتصادية و العسكرية .. و لكن لأن النظام الغربي قد انتهى دوره لأنه لم يملك رصيدا من '' القيم '' يسمح له بالقيادة ).
قال هذا الكلام منذ ما يقارب نصف قرن من الزمان ، و هو الذي خبر الحضارة الغربية عن قرب حين عاش في أمريكا لمدة من الزمان .
صدَّق التاريخ كلام الأستاذ سيد قطب ، فهاهي اليوم الحقائق تشير إلى درجة السعار الجنسي ببلاد الغرب ، و كيف أصبح هم التلميذ الغربي فرجه . و بالتالي ، فذلك ينذر بأن الإنسانية جمعاء في حاجة إلى بديل ، و لا بديل  إلا التلميذ المسلم ،  الملتزم ، المتفوق ، المبتكر و المبدع .. و بما أن المغرب ، أحد غرف دار الإسلام فإن البشرية في مسيس الحاجة إلى تلاميذه . و لن تكون البشرية يوما في حاجة إلى التلميذ المائع ، عبيد شهواته و نزواته .
و أخيرا و ليس آخرا ( في مجال الصيحات التحذيرية ) ، إن تمييع التلميذ المغربي و تفسيقه و إفراغه من الثقافة الحقة ، لَلَعِبٌٌ بالحديد و النار  ، لجريمة نكراء في واضحة النهار  و لعبث بمستقبل الدولة المغربية و الأمة الإسلامية و الجماعة البشرية على السواء التي تحتاج إلى تلميذ قوي في مجال الأخلاق و مقدام في مجال التطور العلمي ، يحميها من التكور الحضاري.
...تابع القراءة

| 4 التعليقات ]













خضع مفهوم الحداثة لتأويلات و تفسيرات لا تعد و لا تحصى ، كل مفسر يحاول أن يتخندق في زاوية ليعطي التعريف الأسلم , حسب ظنه , للحداثة ، فالبعض يرد المفهوم لسياقه التاريخي ، بينما يحاول البعض الآخر النظر و التمعن في دلالات المفهوم الفلسفية و الميتافيزيقية ، و بين هذا و ذاك تضيع الحقيقة و تضل الغاية المشودة ، فليس من المعقول  أن نبحث في المفهوم دون سبر لجذوره التاريخية و ظروف النشأة ، كما أنه من العيب أن نفصل المفهوم عن الحقل المعرفي و الفلسفي الذي ينتمي إليه .
لا يختلف اثنان في أن '' الحداثة '' بمعناها التاريخي جاءت كرد فعل تاريخي متطرف ضد الظروف السائدة في عصور الظلمات التي عاشتها أوربا تحت وطأة الحكم الثيوقراطي الكنسي المتأله و تحت نير الإقطاع و الظلم الاجتماعي .. فكانت الحركة الحداثية نزعة تحررية انعتاقية ضد الكبت و الحرمان الذي تعرضت له لأمد من الزمن ، أحيت حركة '' الحداثة '' خلالها العقل الذي حاول التأله الكنسي المتزمت تخديره و تعطيل العمل به , و بذلك بزغت الحركة العلمية,  كنتيجة لإعمال دور العقل ,  التي تعرضت بدورها  في ظل الحكم الكنسي للوئد و الإعدام ، كل هذا ساهم في تفتق ذهن الإنسان الأوربي و انبهاره بفلسفة الحريات الكثيرة التي أصبح يتمتع بها حتى وصل به الأمر إلى تقديس العقل و إنكار الغيب من الوحي ... و على هذا الأساس  مهدت أوربا لنهضتها الحضارية الشاملة التي  انتشلتها من التكور الحضاري الذي عاشته ، فتكتلت الإقطاعيات و الدويلات الأوربية التي كانت حية في قرون ما قبل '' ترسيخ الحداثة'' حتى وصلت إلى تكتل موحد جمع شمل الدول الأوربية و هو ما تجسد اليوم في '' الاتحاد الأوربي '' الذي تأسس في منتصف القرن العشرين .
و يعرف الأستاذ امحمد الطلابي الحداثة فيقول : '' تعريفي للحداثة تعريف أو مفهوم تاريخي . مستمد من دلالات مصطلح الحداثة في وقائع التاريخ الغربي الحديث , فالحداثة ليست أكثر من تحديد لأركان المشروع الثقافي الوضعي كما تم تنزيله في القرون الخمسة في بيئة الغرب الحديث . و هما ركنان كبيران: أولا القطع مع الماضي الوسيط , و ثانيا الوصل مع الماضي القديم لضمان الارتقاء الحضاري في الحاضر و المستقبل ( ...) ''. و تعرف بعض المناهج التعليمية المغربية , الحداثة بكونها سيرورة تاريخية تعكس التحولات التي تعيشها المجتمعات البشرية بالانتقال من أنماط تقليدية إلى أخرى عصرية في الفكر و الإنتاج و التنظيم الاجتماعي و السياسي و الحضاري .
و تعريفي للحداثة , ينطلق من الواقع بعد أن رست سفن أوربا التي كانت في اتجاه حداثتها , إلى أين وصلت  بعد سيرورة أكثر من ثلاث قرون ؟ في اعتقادي , الحداثة هي العصرنة هي ترك ما هو أصيل و أصلي و التحرر من قيوده لبناء مجتمع و دولة متقدمة حديثة عصرية ؛ إنها الحداثة عند الغرب هي التحرر من القيم الأصلية الأصيلة الفطرية باسم التقدم ، إنها الحداثة التي تطلق العنان إلى أبعد مدى لحرية الفرد على حساب الجماعة ؛ ففي فرنسا مثلا ، هناك يقف العاشقان في الطريق العام متعانقين متشابكين ، مستغرقين في قُبلة عميقة لذيذة ، فلا يكدر صفوهما الأنطاع من دعاة الفضيلة ، و يقف رجل البوليس يحميهما من حركة المرور أن تزعجهما قبل الانتهاء من هذا " البوز " الفني الجميل ، والويل كل الويل لمن ينظر إليهما نظرة استنكار، فإنه يبوء وحده بالاحتقار و الازدراء ! إنها الحداثة التي تدعو إليها الدول الغربية السائرة على درب فرنسا ، و أذنابهم من الحداثيين من بني جلدتنا ..
 أن الحداثة في مفهومها الغربي عارية من القيم و الأخلاق و الفضائل باسم الحرية ، تلك سيئاتها و ما أدرانا بإيجابياتها الكُثر ، نعم ففوائد الحداثة الغربية كثيرة بمنطق مُنصف فهي التي اخترعت آليات حملت عاتق المشقة على الإنسان ، و هي التي تمنح لكل مواطن فرصة إبداء رأيه في الحكم ، و تمنحه الحريات الفردية والسياسية ، لكن إذا كان المواطن مسلما فالأمر يختلف لأنه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله !! رغم تعارض ذلك مع القانون الذي ينص على الحرية لجميع المواطنين بدون استثناء . ففي فرنسا المُنقبات لهن كامل الحرية في اختيار لباسهن لكن مع الأسف يدفعن فدية على ذلك !!! و المحجبات لا حق لهن في العلم و العمل رغم كفاءتهن العالية ؟؟ كأنما الكفاءة هي في إظهار قسمات الوجه و تلوينات الشعر .. من يدري لعلها كذلك ؟
تلك قصة الحداثة الغربية التي تمنح الحرية لللادينيين و المسيحيين و اليهوديين و البوذيين ... و تتنكر لها إذا كان الفرد مسلما . أما الحداثة في مفهومها الإسلامي فتختلف عن الحداثة الغربية فهي تنطلق من أصالة الإنسان  من تراكمات منجزاته الحضارية سعيا  للرقي بها و المضي بها نحو المستقبل ، سعيا منها لتغيير نمط حياته و تطويرها نحو الأفضل ليعيش في سعادة حقيقية يوازن فيها بين غذائه الروحي العبادات و غذائه العقلي و الفكري العلم و غذائه الجسمي الرياضة .. تحترم إرادة الفرد و حريته لكن في حدود ؛ فذلك المشهد الذي ذكرنا آنفا هو ضرب للحرية و ليس بحرية ولا حق في شيء فالمواطنون الذين يمرون بذلك المشهد من دعاة الفضيلة يتقززون من مشاهده ، تنتهك حريتهم و سلامتهم النفسية و المعنوية ، أو لا يستطيع العاشقان الاختلاء أم أن التظاهر بالقُبلات فريضة أمام الملإ .. إن الحداثة في الإسلام حداثة فريدة من نوعها أعمق دلالة من نظيرتها الغربية تسعى للرقي بالإنسان و حضارته إلى المستوى الطبيعي منطلقة من هويته و مرجعيته و أصالته لتبني حضارة جديدة أكثر ازدهارا و إشعاعا على دنيا و دين ...
********
الهوامش :
- '' شبهات حول الاسلام''  للمفكر الاسلامي محمد قطب .
- مجلة الفرقان .العدد 50 / 1425- 2004
...تابع القراءة