| 0 التعليقات ]


بسم الله الرحمان الرحيم


خاضت  كتابات كثيرة في موضوع " مشكلات الشباب" من أهمها:   الشباب  العربي و مشكلاته للدكتور عزت حجازي  ، مشكلات الشباب الحلول المطروحة.. و الحل الإسلامي  .من منشورات كتاب الأمة للدكتور عباس محجوب ، مشاكل الشباب في العلم الإسلامي  للدكتور عبد العزيز الغازي ، الإسلام و مشكلات الشباب للدكتور سعيد رمضان  البوطي ( منشور سنة 1977 ) ... بعد اطلاعي على هذه الكتابات و غيرها ، و هي للإشارة مكتوبة من طرف من تجاوزوا مرحلة الشباب بكثير أو قليل ، تبين لي أن المشاكل التي تعرضها هذه الكتابات بطريقة غير واضحة و الحلول كذلك غير ملموسة لاتسامها بانتتظار قيام  الأسرة و المدرسة .. بالأدوار المنوطة بها  و بالتالي لا تُعطي إجابة مباشرة و واقعية للأسئلة الملحة للشباب . مع التقدير دائما للمجهود المبذول فيها. من هنا ، أتمنى أن لا أكون قد سقطت في نفس الإشكال و أن لا أتحدث بمنطق الأستاذية و المشيخة .

تمهيد :
مما يجب التنبيه عليه بداية، أن هذا المقال للشباب مباشرة و يتصدى لما يمكن للشباب أن يقوم به بنفسه لمعالجة مشاكله و لا يخاطب المجتمع أو الأسرة ليقوما بدورهما في العلاج على الرغم من أهميته لأنه يسعى لوضع إجابات عملية للشباب لا تنتظر الدور المجتمعي أو الأسري أو المدرسي حتى يقوم. 

1/الشباب : أهمية المرحلة :
يستعمل مفهوم شباب (ج.شاب) أو بالغ أو مراهق للدلالة على نفس المدلول. فحين نقول فلان شاب أو بالغ مراهق فهذا يعني أنه وصل إلى فترة عمر تقوده من نهاية الطفولة إلى بداية سن الرشد. والبلوغ يرتكز على المظهر الحيوي للمراهق وعلى الخصوص ظهور علامات نضج الجسد والعقل .و الشباب هو المظهر الاجتماعي للمراهقة.(1)
مرحلة الشباب من أخطر المراحل و أهمها . بل هي مرحلة الحيوية والإنتاج. المرحلة الدافقة بالحماس والعزم . الحافلة بالنشاط . إنها مرحلة القوة بين ضعفين : ضعف الطفولة و ضعف الشيخوخة .(2)  في الحقيقة إن الشباب هو سن الهمم المتوثبة والدماء الفائرة . و الآمال العريضة... سن العطاء والبذل والغداء.. سن التلقي والتأثر والانفعال ..(3)
ومن هنا كانت أهمية المرحلة . وأهمية توجيهها والعناية بها حتى لا تضل الطريق أو حتى لا تتبدد هذه الثروة والتي هي أغلى الثروات وأعزها.(4)
ومن هنا كذلك . كان سن الشباب في منطق الإسلام ذا مسؤولية وقيمة خاصة لطالما حرص الرسول على إشعار الشباب بها منها قوله صلى الله عليه وسلم : (اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك . وصحتك قبل سقمك . وغناك قبل فقرك و حياتك قبل موتك ) و قوله كذلك : (  لا تزول قدَمَا عَبْد يَومَ الْقِيَامَةِ حَتّى يُسْأَل عَن أَرْبَعِ خِصَالٍ : عَنْ عمُره ، فِيمَ أَفناه ؟ وعَنْ شَبَابِهِ ، فِيمَ أَبْلاهُ ؟ وَعَنْ مَاله ، مِنْ أيْنَ اكتَسَبه ؟ وَفيمَ أَنْفَقَهُ ؟ وَعَن عِلْمه ، مَاذا عَمِل فيه ؟ موتك . وفراغك قبل شغلك ).  
مرحلة الشباب تكمن أهميتها القصوى كذلك في كونها مرحلة تحمل الأعباء و التكاليف الشرعية والاجتماعية. إنها المرحلة التي إذا قضاها الشاب في طاعة الله عز وجل ( الصلاة، بر الوالدين، غض البصر، الحجاب، الحياء، الاجتهاد في الدراسة و تحصيل العلم...) فاز بالاستظلال بعرش الله تعالى يوم تلفح الشمس الحارقة الوجوه والأجسام و لا وجود لظل إلا ظله تعالى. مصداقا لقول المصطفى صلى الله عليه و سلم : ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل و شاب نشأ في عبادة الله و رجل قلبه معلق بالمساجد و رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه و تفرقا عليه و رجل دَعَتْه امرأة ذات منصب و جمال فقال إني أخاف و رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تُنفق يمينه و رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه .)


الهوامش و المراجع:

(1) مشاكل الشباب في العالم الإسلامي للدكتور عبد العزيز غازي .ص: 13 .
(2) خطبة "حال شبابنا اليوم" . خطب معاصرة للدكتور يوسف القرضاوي .
 (3) "الشباب و التغيير " لفتحي يكن .
 (4) خطبة "حال شبابنا اليوم" . خطب معاصرة للدكتور يوسف القرضاوي .
                                                                                                                                  يتبع...

...تابع القراءة

| 2 التعليقات ]








بسم الله الرحمن الرحيم
أكيد أن العديد من الزوار الأوفياء سيتساءلون عن هذا الانقطاع الطويل عن الكتابة و التدوين و عن أسبابه ، خصوصا أن كانت البداية بحماس شديد ( التدوين أسبوعيا في فترة سابقة) .
تداخلت عدة عوامل سببت في هذا الانقطاع ( حوالي ثلاثة أشهر) من أهمها :
- 1/ التفكير في تغيير خط الكتابة؛ لاحظت بعد قراءات مستفيضة في العطلة الصيفية ان الطابع الغالب على ما أكتب هو الخاطرة ثم تطويرها و إنضاجها إلى مقال فكري ( إن صح إدخاله في مجال الفكر) أو قراءات/تأملات على هامش أحداث في الوطن ، في المدينة (تيزنيت) أو في ربوع الأمة.. و لذلك انتبهت إلى أن كتابة مقال فكري في المستوى يتطلب جهد جهيد و قراءات عميقة في الفكر ليكون المكتوب متماسكا و يستحق القراءة لذلك تراجعت عن العديد من مشاريع المقالات التي بدأتها أذكر منها : " هل غدت اليمقراطية طريقا إلى الحل الإسلامي ؟" . " الحرية و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في الإسلام" .و قد أتممها إن يسر الله تعالى ذلك. هذا عن أول الأسباب.

- 2/ الوقت ، هذه السنة الأولى باكالوريا علوم رياضية تتطلب مني أن أولي اهتماما كبيرا بالدراسة لأنها تحتاج إلى ذلك .
- 3/ القراءة، بعد قراءتي لما حققت السنة الماضية لاحظت بأني كنت أعيش في أوهام الفكر و المعرفة. لذلك معظم وقت الفراغ هذه السنة  أقضيه في المطالعة و القراءة خصوصا المشاريع الفكرية الإسلامية  مع التنبيه أن السنة الفارطة كنت أطالع لكن العطاء كان أكثر من الأخذ.
- 4/ الجانب التقني ، تغير لوحة بلوكر أخر كتابتي لهذه التدوينة على الأقل أكثر من ثلاثة أسابيع .

و أخيرا، نسأل الله عزوجل أن يوفقنا لإتمام المسيرة و أن يجعل ذلك خالصا لوجهه الكريم.

...تابع القراءة