بعد ما تسرب من أخبار عن حضور وفد من بني صهيون إلى البرلمان المغربي و ما أثير حول مشاركته في الدورة الثامنة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط ، كان لكل مهتم بالقضية الفلسطينية و لكل شاهد على مجازر بني صهيون أن يقول كلمة حق في تدنيس وفد متخرج من مدرسة الإرهاب لمجلس نواب الأمة في بلدنا الحبيب . و مما يجعل الأمر أكثر أهمية هو كون الحكومة يتزعمها حزب مرجعيته القرٱن و كثيرا ما سمعنا و عاينا ضجيج الخطابات و الوقفات التنديدية بأي شكل من أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني التي ينظمها الحزب ، و ضراوة المعركة التي خاضها مع كل غيور على حمى الأمة المحمدية من أجل إغلاق مكتب الاتصال الصهيوني في بداية الألفية الثالثة .
و بعد أن وصل الحزب إلى الولاية أو الدولة بعد كان في سرب الدعوة و من دعاة الهداية قَبِل بحضور هذا الوفد في إطار مسلسل جعل العدو الإرهابي الصهيوني كيان عادي وفده كغيره من الوفود كأنه لم يغتصب أرضا و لم يشتت حجرا و لا نهرا و لا شجرا !!! ربما يقول قائل لا يستطيع الحزب أن يقوم بأي شيء ، و لماذا حتى حين كان يتعرض للمضايقات و لحصار سياسي يطالب بقوة بوقف كل شكل من أشكال التطبيع ، من كان يطالب بذلك حينئذ ؟؟؟ إن أبسط خطوة يجب أن يقوم بها الحزب ، إن كان فعلا تابثا على مبادئه ، هو أن يتظاهر مناضلو الحزب و يقفوا مع الوقفة التي تنظمها مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني . و الغريب في الأمر كذلك ، أن حركة التوحيد و الإصلاح الذي يعلم القاصي و الداني و الصغير و الكبير و المرأة و الرجل و الحابل و النابل ان من مبادئها مناصرة القضايا العادلة كما هو منصوص عليه في ميثاقها ، و من القضايا العادلة قضية الأقصى الأسير الذي يتعرض هو و بيت المقدس لحملات تهويدية لطمس معالمهما التاريخية الحضارية خصوصا في هذا الأيام ، بقيت هذه الحركة جامدة و لم تحرك ساكنا و فرطت في المبادئ و نسيت ما سطرت من وثائق و ماذا يُضيرها إن خرجت و نددت و طالبت أشقاءها في الحكومة بمقاطعة أشغال الاجتماع الموصوف بالمشؤوم من قبل مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ، ألم تتعهد منذ اليوم الأول بأنها ستزكي المعروف إذا قامت به الحكومة و ستنهى عن المنكر إذا أتته ؟
و نحن على أهبة 1 أبريل الذي أصدرت بشأنه حركة التوحيد و الإصلاح بلاغا عبرت فيه عن انخراطها في فعاليات المسيرة العالمية إلى القدس الشريف الرامية إلى دعم صمود المقدسيين والدفاع عن المسجد الأقصى المبارك.بماذا ستفيدنا هذه المسيرة إن كنا نطعن في الخلف و نتحاور مع الجزارين و نجالسهم في عقر دارنا و تحت قبة برلماننا ؟
الحزب يعلم جيدا أن رأسماله هو جزء من الشعب وطني مسلم غيور على حمى الدين و الوطن يتقاسم نفس الآلام و الآمال مع الحزب و بالتالي إذا غامر و تنازل عن مبادئه فهو مسؤول عند الله و سيدفع الثمن غاليا عند أنصاره الذين يُعملون العقل و يطرحون السؤال لا الأنصار الإمَّعة الذين يُعملون العاطفة .
إنه لمن دواعي السرور أن نجد قياديا في الحزب مثل الأستاذ الشقيري الديني الذي كتب مؤخرا عن التعري الذي تتبجح به أحرار و أشار إلى أن مجلة دنست صورة رئيس الحكومة ( و هو الذي كان خطيبا و وواعظا بمساجد العاصمة ) بوضع صورة هذه السافرة بجانبه و يبين حكم الله تعالى الواضح في التبرج و التعري و أن الكاسيات العاريات ريح الجنة بمنأى عنهن مع استدلاله بتفسير للعلامة الشيخ محمد صالح بن العثيمن صاحب كتاب '' التوحيد '' المشهور . هذه هي المبادئ التي لا تتغير و لو تغيرت الكراسي . و في مقال آخر رد على مصطفى بابا الذي يتخبط خبط عشواء في قوله على قناة فضائية '' إننا لا نسعى لنطبق شرع الله '' كأنه نسي أن الألوف المؤلفة التي صوتت على الحزب باعتباره ينطلق من شريعة التوحيد و كأن خدمة الناس و تحقيق الكرامة و العدالة الاجتماعية مخالف لشرع الله .
إن تنازل الفاعل السياسي الإسلامي عن مبادئه لهو إنذار بفناء مشروعه و انتحاره . فحذار يا أهل العدالة و التنمية من الانقلاب على المبادئ ؟