| 2 التعليقات ]


محمد الوفا  و زير التعليم المدرسي



التلميذ المغربي كأحد أعضاء جسم الأمة الإسلامية، كان و لا بد أن تكون له انطلاقا رابطة الانتماء العَقدي ، مواقف و مشاعر تجاه هموم هذه الأمة و ما يُحاك لها من مؤامرات في واضحة النهار و تحت جنح الظلام, مصداقا لقوله صلى الله عليه و سلم : " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ". و قوله كذلك : " مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو واحد تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى ".
مما لا ريب فيه أن  القضية الراهنة و  البارزة حاليا  هي مجزرة أهل الشام و ما يتعرض له الصغار و الكبار من طرف الطاغية بشار مدعوما بزبانيته الفجار ، ففي كل يوم تسيل حمَّامات الدم في كل بقعة من أرض الشام و كل لحظة و آن ؛ أنين الشعب السوري نسمعه و صياح الأرامل و الثكالى نتلمسه و براءة الطفولة نتفقدها و التلميذ السوري يستغيث. كل هذا جارٍ على قدم وساق و التلميذ المغربي ، و أنا منه ، لا يكاد يحرك ساكنا و لا يكاد يلتفت التفاتة لنظيره السوري المقهور ، بل ربما لا يثير اهتماما بالغا حتى لمستجدات أخبار إخوانه ، ربما قد سئم من منظر الدم السائل و مشهد القتل المستمر.. أيا كانت الأسباب فإنها غير مقبولة ..
القضية الفلسطينية القديمة الجديدة ، لا يمكن أن تنساها في ذاكرة التلميذ المغربي ، لأنها هي الأخرى قضية أمة بأسرها .. فالشعب الفلسطيني يوميا يتعرض للعدوان الصهيوني و لحظة لحظة تتدنس مقدسات الأمة الإسلامية و المقدسات المسيحية في بيت المقدس و أقصانا  : الجرح الغائر في جسم الأمة أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين ينزف بغزارة ,  خصوصا هذه الأيام ,  بأيدي بني صهيون الذين عاثوا في الأرض فسادا و دمارا منذ ما يناهز سبعين سنة، رغم أن الحرب غير مُعلنة رسميا فهي قائمة واقعيا.
التلميذ المغربي ، ربما يمكن أن نسجل عليه التفاتة بسيطة إلى هذه القضية بالمقارنة مع قضية سوريا ، و يتضح ذلك في أن وجدانه و إحساسه الداخلي يتنكر للإجرام الصهيوني و يعتبر جحافل العصابات اليهودية عدوا إرهابيا يعتدي على حقوق شعب أعزل إلا من سلاح  الإيمان . أتذكر ذات يوم في الفصل وجدنا على المقعد صورة للعلم الصهيوني ، و ما إن رأيناه حتى انهالت عليه الأرجل مدعومة باللُّعاب حتى اختفت آثار العلم .. هذه الصورة البسيطة و لو هي تعبير رمزي معنوي شاهدة على ما ذكرت آنفا من أن وجدان التلميذ المغربي مبرمج ضد بني صهيون .
قبل ثلاث سنوات ، حين كانت آلة الحرب الصهيونية تلتهب الأخضر و اليابس بقطاع غزة و قبل أن تضع  الحرب أوزارها ، سجلت ذاكرتي يوما خرجت فيه جموع التلاميذ من كل حدب و صوب للمشاركة في تظاهرة تضامنية مع الصمود الفلسطيني في وجه الغطرسة الصهيونية من تنظيمهم ، كما سجلت بعض الإبداعات الشعرية و الفنية زينت جدران الفصل .
و لكن رغم كل هذا ، فإن المسألة الخطيرة في نظري و التي لم يفطن إليها بعد التلميذ المغربي بسبب غياب محاضن التربية و التوعية التي تؤطره ؛  هي تجليات التطبيع الثقافي مع العدو الصهيوني في حياته و هو لا يدري ! فالتلاميذ الذي سبق و أن أشرت إليهم آنفا ،  حينما انهالوا على العلم الصهيوني ؛ هم أيضا ضحية مخططات و بروتوكولات بني صهيون في لباسهم و تفكيرهم و نفسية الاستهلاك ؛ فالانحلال الخلقي و الفراغ الروحي و الخواء المعرفي و كل ما آل عليه وضع التلميذ المغربي المسلم حاليا كانت نتيجة لاتباعه ثقافة العولمة و الحضارة التي تقودها لوبيات بني صهيون .
و أخيرا , فإن حديثي عن مدى ارتباط التلميذ المغربي بهموم الأمة من خلال القضيتين السورية و الفلسطينية هو على  سبيل المثال لا الحصر , و يبقى السؤال العالق هو من يتحكم في طبيعة تعامل التلميذ المغربي مع قضايا الأمة ؟ هل هو الإعلام أم المناهج الدراسية أم التربية الأسرية أم الأجندات الخارجية... ؟
خلاصة القول , ينبغي على التلميذ المغربي المسلم أن يتصالح مع ذاته و أن يعتز بهويته و انتمائه و أن يَعي َ المكائد و العوائق التي توضع في طريقه و أمام سبيله و أن يدرك جيدا طبيعة المعركة مع عدوه و أن يشارك الأمة همومها و أفراحها و أتراحها .

2 التعليقات

غير معرف يقول... @ 7 مارس 2012 في 12:12 م

تحية لك أخي أيوب أسئلة ضخمة ختمت بها مقالك تستحق فتح نقاش حولها
أكيد أن للاعلام وللمنظومة التربوية وحتى الأسرة نصيب في الموضوع والدليل على ذلك هو أن لولا نشأتك في أسرة حملت هم الأمة على عالتقها لما كنت تطرح مثل هذه الاسئلة .
عموما الموضوع يستحق أن يفتح فيه نقاش في إطار الإئتلاف التلمذي الذي أسنتدت إليكم مهمة رئاسته وأن يكون النقاش مع التلميذ بالدرجة الأولى .
تحياتي مرة أخرى

غير معرف يقول... @ 23 مارس 2012 في 7:20 ص

hhh.ach 3ala9t sora bl mawdo3.

إرسال تعليق