| 0 التعليقات ]



ب- مشكلة الجنس، اتضح من خلال ما قيل عن الوعي بالهوية و الالتزام بمقتضياتها أن تَغَلْغُلَ هذا الأخيرة في أعماق الشاب كافٍ لعلاج لمشكلة الجنس. و لكن رغم ذلك، لا يجب إغفال جوانب أخرى تفيد في حل هذه المشكلة؛ و منها:
- الرياضة: للرياضة دور ريادي في صقل الجسم و تقويته و بالإضافة إلى ذلك تساهم بشكل كبير في تصريف الشحنة الجنسية للشباب عن طريق جهد عضلي أو ما شابه. لذلك لم تخفى هذه الأهمية على الرسول صلى الله عليه و سلم الشيء الذي جعله يحث الآباء على تدريب أطفالهم على رياضة معينة حيث قال:" علموا أولادكم السباحة و الرماية و ركوب الخيل – أي الفروسية-".أو كما قال .خص هذه الرياضات بالذكر لأنها السائدة في عصره، و هذا لا يمنع الشباب من ممارسة رياضات أخرى تمكنهم من تنمية جسمهم فالإسلام يفضل المؤمن القوي على المؤمن الضعيف – و في كل خير كما جاء في الحديث - . و في نفس الوقت تمكن الرياضة من تصريف الطاقة الجنسية في ذلك الجهد العضلي . في انتظار الزواج .

د – مشكل الفقر المعرفي، في ظل خواء المناهج الدراسية، لم يبقى أمام الشاب إلا أن يعود لوعاء المعارف و العلوم: الكتاب. و لا بأس أن يقرأ كتابا واحدا على مدة زمنية طويلة حتى يأنس بالقراءة و يألفها  ، بالإضافة إلى المجلات الثقافية و الفكرية و متابعة الأخبار و مواكبة المستجدات في وسائل الإعلام. و الاستغراق في  البحث عن  المعرفة يُبعِد الشاب عن التفكير في الجنس و سفاسف الأمور و يجعل همته تكون عالية. كما إن القراءة و المطالعة تمنح الشاب فرصة عيش حياة أخرى – غير حياته القصيرة- كما قال الأديب المفكر عباس محمود العقاد - بالإضافة على استفادته من تجارب الآخرين مما يحول دون سقوطه في الانحرافات و الأخطاء التي ارتكبوها في شبابهم.
خاتمة:
إن استعادة الشاب لهويته و اعتزازه بها و أداء مقتضياتها بالإضافة إلى ممارسة الرياضة – حسب اختيار الشاب – و مطالعة المفيد من الكتب و المجلات لكفيل بحل جُل المشاكل التي يعانيها بل و استحالته شابا صالحا نافعا لأهله و وطنه و أمته.
...تابع القراءة

| 1 التعليقات ]


3/ بعض الحلول المقترحة :

أ- بما أن مشكلة افتقاد الهوية، كما سلف أن قيل، تعد أم المشكلات. فلا مناص من أن تبدأ عملية العلاج من حلها. و على أساس هذا؛ على الشاب أن يبحث عن هويته ( جذورها ، تاريخها ، أبعادها ورسالتها ) فإذا وجدها – و لا شك هي الإسلام و رسالة الإسلام و حضارة الإسلام - و عرفها فعليه أن يعتز بها و يلتزم بمقتضياتها و تبعاتها ؛ و منها :
  - الإيمان بحقيقة الألوهية " لا إله إلا الله": هذه الشهادة ليست كلمة تقال، كلمة و كفى. بل هذه الكلمة هي الحقيقة المطلقة الوحيدة في الحياة ، تعني – فيما تعني – أن الإنسان الذي أقر بها سَلَمَ تسليما مطلقا لله تعالى بالطاعة المطلقة و أنه عبد لله تعالى لا لأحد سواه سواء كانت نفسُه التي تطاوعه و هواها أو شهواته أو المال أو الجاه أو أحد من الخلق. إنه بذلك الإقرار أعلن نفسه حرا من كل العبوديات إلا عبودية خالقه الرحمان جل سبحانه و تعَالْ.و بتَمَثُل الشباب لهذه الحقيقة الكبرى يتحرر من ربقة العبودية لشهوة الجنس أو المال أو المخدرات لأنه فَهِمَ فَهْمًا يقينا أنه عبد لله و ليس لأحد من هؤلاء.
- الصلاة: من أولى مقتضيات الإسلام كذلك؛ الصلاة. الصلاة التي إذا أقامها الشاب حفظته من كل مشكل و  انحراف أو زيغ عن جادة الصواب. كيف لا و قد قال العليم بمن خلق سبحانه : " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر" . هذا ليس كلام أستاذ أو عالم بل خالق الإنسان ، لكن المقصود الصلاة المؤداة بشروطها و أركانها و في أوقاتها  و ليست الصلاة التي شبهها الرسول صلى الله عليه و سلم ب" نقر الديك" من شدة السرعة في أدائها .
- بر الوالدين: يكفي أهمية هذا المقتضى الإسلامي أن يقرنه الله عز و جل برضاه أو سخطه. قال الرسول صلى الله عليه و سلم:" رضا الرب في رضا الوالدين و سخط الرب تبارك و تعالى في سخط الوالدين".فالشاب الذي وعى هذه الحقيقة و أصبحت سلوكا اجتماعيا حيا يلتزم به يدرأُ عن نفسه خطر الدعوات الأبوية - الأب و الأم – بالسخط و الهلاك على الابن في حالة اقترافه وزرا في حقه نفسه أو في حقهما خصوصا في حالة غضبهما عليه. علاوة على أن رضاهما عنه مدخل لعلاج اضطراباته النفسية و عثراته الاجتماعية على الأقل.
- العفة: من تَبِعَاتِ تَمَثُلِ حقيقة الإسلام كذلك، التعفف عن كل ما حرم الله. بِفهم هذه الحقيقة و تمثلها، يَعِفُ الشاب عن الغش في الامتحانات و لو سنحت له الفرصة بذلك لأنه ببساطة يعلم أن الغاش ليس من المنتسبين لأمة الإسلام أو أنه يتذكر أن كل حياته ستقام على باطل: سيكون مطعمه حرام و ملبسه حرام.. فأنى يستجاب لدعائه آنذاك . بفهم هذه الحقيقة كذلك، يضع الشاب أمام عينيه نموذج الشاب يوسف الذي يَشِع حيوية و هو يواجه الإغراء الملفوف بالإكراه و ببساطة لأنه عَلِم أن ربه أحسن مثواه. يروي تعالى تلك القصة فيقول: " و راودته التي في بيتها عن نفسه و غلقت الأبواب و قالت هِيتَ قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون".سورة يوسف  ( الآية 23 ).و يهذا تنفك مشكلة الجنس الطارئة بالصبر و المصابرة و اعتبار الزواج أمر آتٍ و أن كل آت قريب.
- الحياء، غض البصر: من السمات المميزة للإسلام أنه يجعل " الحياء شعبة من الإيمان" و يأمر المؤمنين و المؤمنات بغض البصر . قال تعالى:" قل للمؤمنين يَغُضوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون و قل للمؤمنات يَغْضُضْن من أبصارهن و يحفظن فروجهن و لا يبديهن زينتهن إلا ما ظهر منها و ليضربن بخمرهن على جُيوبهن ". سورة النور ( الآية 30 و جزء من 31). إن تمثل الشاب مرة أخرى لهذه المقتضيات بعد فهمه لحقائقها، تجعله يكون في حصانة كاملة ضد الفيروسات الأخلاقية و الإباحية و الفتنة في الجنس..
- الإحساس بالانتماء لأمة الإسلام: إن انشداد الشاب إلى هويته الإسلامية يجعله يحس بالانتماء للوطن الإسلامي من طنجة إلى جاكرتا منطلقا من أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم:" من بات و لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" . " مَثلُ المؤمنين في تَوَادِهم و تراحمهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو واحد تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحِمى". و هذا الإحساس بالانتماء لأمة الإسلام من الأهمية بمكان لأنه من الأمور المهمة المُعينة له على عدم التفكير في السلوك الجنسي الهابط و هو من الدوافع نحو البحث عن معرفة تاريخ الأمة و مستقبل صراعاتها مع أعدائها..
بكلمة، كلما كان للشباب هوية فكرية ذاتية. و منهج أصيل؛ فإنهم يصبحون قادرين على التمييز و الاختيار. إن انغراس قيمة " إن أكرمكم عند الله أتقاكم" في عقول الشاب. تجعلهم يصمدون أمام القيم التي تأتي من الشرق أو الغرب مثل جمع المال كوسيلة لتحقيق المكانة الاجتماعية و التفاخر.و إن انغراس قيمة" إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" في نفوس الشباب تجعلهم يُقبلون على الحياة بجدية كي يحسنوا كل ما يقومون به من دراسة أو صناعة أو تجارة  أو وظيفة أخرى(5)..
من مكونات هوية الشاب كذلك ، فضلا عن المكون الرئيس "الإسلام"، هي المغربية ؛ فوعي الشاب بهذه الهوية يجعله كذلك يشاطر إخوانه من نفس الوطن الصغير همومهم في النهضة و التنمية و بهذا تتسع مداركه و يتفتف وجدانه لأمور سامية تُنسيه حمأة الجنس الآسِنَة  و بهذا الانتماء الاجتماعي كذلك تُخَفَف آلامه النفسية و يُدفع دَفْعا نحو طلب المعرفة للمساهمة في فهم أزمات مجتمعه و البحث عن حلول لها. 

(5) مقال: " مشكلات الشباب النفسية و مطالب تكيفهم" . الدكتور خالد الطحان . مجلة الأمة .العدد : 70 سنة 1986 
...تابع القراءة

| 0 التعليقات ]


ج-مشكل الاضطراب النفسي :
يعيش الكثير من الشباب اضطرابات نفسية كثيرة . نتيجة لعدة أسباب من أهمها :
1-البعد عن الله تعالى :
يقول تعالى " ألا بذكر الله تطمئن القلوب" . من هذا المنطلق يتبين أن كل ناشد للراحة النفسية ما عليه إلا أن يلتجئ إلى الله ، و تَحْسِم الآية في الوسيلة التي تطمئن بها القلوب و هي ذكر الله تعالى بمفهومه الشامل . فترك الصلاة وعقوق الوالدين والتبرج والزنا أو مقدماته كل ذلك تسبب في أن يعيش الشباب صراعات نفسية مهولة.
فالشاب يرى التناقض المهول بين ما يُلَقَنُ له من مبادئ و أخلاق و قيم و بين سلوكاته . فيحس في أعماق نفسه بأنه على خطأ وأن خطأه لا يُغْتَفرْ و بسبب ضعف إرادته يزيد في المعاصي فتزداد اضطراباته . ويلجأ أخيرا إما إلى الانتحار (وهو أسوء مصير) و إما إلى المخدرات و التدخين و الموسيقى الصاخبة ومن رحمه الله يتوب إليه. أما المخدرات و السجائر فمعلوم أنها تزيده ألاما على ألام رغم أنها في الظاهر هروب من الواقع المؤلم . وتبدأ في إعلان موته البطيء .أما الموسيقى الصاخبة  فلا تعكس سوى الفراغ المُهْوِل الذي يعيشه و لا تحل من مشاكله شيئا.
2-تناقضات المجتمع :
كذلك ، تنجم المشاكل النفسية التي يعانيها الشباب من التناقضات التي يراها في المجتمع فيلاحظ أن مبادئ تُلَقَن له هنا وهناك ما يتصادم معها في الشارع ، المدرسة ، الأسرة ، المجتمع ككل.. يُطالب بالاجتهاد في الدراسة والبحث العلمي فيصدم بالمحسوبية  المستشرية في مباريات الولوج إلى المعاهد العليا أو التوظيف .. فيفقد الأمل و يتخبط في يأس عميق . يلجأ معه . على أقل تقدير . إلى السيجارة لعلها تخفف من أتراحه و أحزانه فإذا هي تزيد !! . يُصغي السمع إلى كثير من الوعاظ و الخطباء و الموجهين ، فيتأثر لما يسمع ، و تطمح نفسه إلى القيم العالية و الأخلاق الفاضلة ؛ فيفاجأ بما يناقضها في المجتمع .. فتضطرب نفسيته و يدخل في صراع نفسي مرير.
يقول أحد العلماء المعاصرين : " إن من الطبيعي أن تجد أكثر الشبان لا يؤمنون بشيء،  لأن اللاشيء هو النتيجة المنطقية للصراع المستمر بين شيئين !.. ".

د-مشكل الفقر المعرفي :

إن الشباب الذي نجا من سموم السجائر و المخدرات و ألوان الصراعات النفسية ومن الزنا والشهوة الحرام يعاني مشكلة أخرى و هي الفقر المعرفي. فهو يتخرج من المدارس النظامية و هو مُتْقِن للكتابة و للقراءة ولكنه فقير من ناحية امتلاك ناصية المعرفة لا يكاد الامتحان يمر إلا وهو ناس لما هو مدروس. و المساهم بقدر كبير في هذه المعضلة الثقافية و الاجتماعية، حسب العديد من الباحثين، هو سياسات الدولة التعليمية . فالبيداغوجية التعليمية مازالت تعتمد – رغم بعض التغييرات في السنوات الأخيرة – سياسة التكديس المعلوماتي الجافة . إضافة إلى أن أزمة القراءة المستفحلة في العالم العربي تقتضي من السياسة التعليمية أن تأخذ بعين الاعتبار هذا المعطى الهام الذي يستلزم أن تكون المدرسة النظامية المصدر الوحيد للمعرفة الحقيقية بالنسبة.
إن الفقر المعرفي و ضحالة المستوى العلمي للشباب يجعلهم على شفا أي انحراف فكري و نفسي؛ لأنهم ، ربما، سيواجهون بمغالطات تاريخية معرفية تشككهم في عقيدتهم و قيمهم و قدرات أمتهم مما يهوي بهم إلى متاهات فكرية تعادي هويتهم أو يؤدي ذلك بهم إلى فقدان الثقة في المجتمع و التمرد على التقاليد أو اضطرابات نفسية .. 
...تابع القراءة

| 0 التعليقات ]


ب-مشكلة الجنس :
من المعلوم  كون مرحلة الشباب ; مرحلة اضطرام الغريزة الجنسية و تأججها وبروز الميل للجنس الاخر . ولكون الشباب عدة حاضر الأمم ومستقبلها  . راهن أعداء الإنسانية  ( اليهود الصهاينة) مرة أخرى على انحلال الشباب وإغراقه في الشهوات إلى الأذقان لتصبح اهتماماته تافهة : لا ترتفع عن التفكير في النصف السفلي من الجسد . تقول " بروتوكولات حكماء بني صهيون " : " يجب أن نعمل لتنهار الأخلاق في كل مكان فتسهل سيطرتنا. إن فرويد منا ، و سيظل يَعْرِض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس لكي لا يبقى في نظر الشباب شيء مقدس , و يصبح همه الأكبر إرواء غرائزه الجنسية , و عندئذ تنهار أخلاقه '' .
 إن السؤال الذي يطرح نفسه هو : كيف أمكن لهذه الحفنة القليلة من الناس أن تفسد كل أخلاق العالم و تجعل كل هَم الشباب إرواء غرائزهم و خصوصا الشاب المسلم الذي في يوفر له دينه حصانه ضد هذه الحياة البهيمية؟
1-الغزو الثقافي : ابتدأت عملية تدمير الصرح الأخلاقي في العالم بأسره ، كما يوضح ذلك البند من البروتوكولات الصهيونية ، بانتشار  النظريات المتعفنة في علم النفس التي تحاول تفسير الإنسانية كلها بالجنس و أن كل حركة و سَكَنَة يقوم بها ما هي إلا رغبة في الفعل الجنسي و تستند إلى مجموعة من الأساطير منها " عقدة أوديب " و عقدة الكترا" . رائد هذه  النظرية هو اليهودي فرويد .
2- المفهومات المغلوطة عن الجنس ووظيفته في الحياة : تنتشر في أوساط الشباب مفاهيم حول الجنس لا تمت إلى حقيقته و وظيفته بصلة ، فبعد أن عرف المسلمون الجنس طوال تاريخهم بأنه عملية بيولوجية  لتكثير سواد الأمة في ظل مؤسسته الشرعية " الزواج" كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : تناسلوا تناكحوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة" .أي بكلمة : الجنس من أجل الحياة. يتحدث الشباب اليوم عن وظيفة أخرى للجنس لا تعدو أن تكون بهيمية و حيوانية. أي بكلمة : الحياة هي الجنس .
3-المثيرات الخارجية : أبدع مصمموا الأزياء من أرباب رؤوس الأموال في تصميم ملابس غايتها الإغراء و الغواية واجتذاب الجنس الآخر ، فكانت السراويل الضيقة التي أصبحت سائدة في الأسواق هي الملبس الوحيد للفتيات إمعانا في إبراز مفاتنهن و أعضائهن التناسلية فضلا عن الملابس الشفافة و التنورات القصيرة استمرارا في تكريس الفتاة-الجسد : الفتاة- الشيء .بالإضافة إلى أحمر الشفاه و الماكياج .. كل هذا ساهم في ظهور الفتنة الكبيرة التي تمثلت في جَعْل معظم الشباب يهتم بهذا الجسد المغري للفتاة و جَعْل الفتاة كل هَمِها تزيين نفسها لهم.
4-الفراغ الفكري: إن الشاب ، الذي لا يعيش في عالم الأفكار – أي يعاني من فراغ فكري ثقافي- من الطبيعي أن يعيش في عالم الأشياء – أي اهتمامه لا يتجاوز الأشياء ، كأمثلة:  الجسد ، تسريحة الشَعر ، (الفتاة) الملابس الفاتنة العارية ، التقاط الصور ، نوع الهاتف ..  -،  فهذا بالضرورة سيتعامل مع اضطرام شهوته الجنسية تعاملا فجا يرمي به إلى الفاحشة.
...تابع القراءة

| 0 التعليقات ]

بسم الله الرحمان الرحيم



نظم نادي الإبداع الشبابي بثانوية المسيرة الخضراء بتيزنيت نشاطا  تربويا يوم الجمعة 17 يناير المنصرم . النشاط كان عبارة عن حوار مفتوح بين التلاميذ حول مشكلات الشباب و أسئلة: العفة، الأخلاق  و المواطنة و تميز بمستوى النقاش الذي دار و الذي حول النشاط إلى  منتدى لتلاقح الأفكار و تبادل وجهات النظر حول الموضوع  . .
تناولت أرضية النقاش التذكير  بأهمية مرحلة الشباب و مقارنة بين حال شبابنا بالأمس و اليوم ( في الماضي : تميز الشباب بحس وطني مرهف ، العداء للمستعمر ، التفاعل مع هموم الامة ( مثل نكبة اغتصاب جحافل العصابات الصهيونية للأراضي الفلسطينية .. أما اليوم فاهتمامات شبابنا تنحصر في المظاهر : نوع سروال الدجين ، نوعية تسريحة الشعر ، نوع الحذاء .= للتزين للجنس الآخر : السقوط في حمأة الجنس الآسنة .. بالإضافة إلى عدم الاهتمام بالسياسة ، و عدم احترام الآخر ، سلوكات منافية للمواطنة الحقة : رمي النفايات..  ) .  بدورها ، مداخلات التلاميذ تأسفت على أوضاع شبابنا اليوم و حالة الضياع التي يعيشونها ، و استحسنت مثل هذا النقاش و الحوار الذي يتناول  الواقع  المعاش للشباب و همومهم ، و عزت بعض أسباب هذا الواقع إلى التقليد الأعمى للغرب ،انعدام الظروف المساعدة للنشاة الصالحة( مجتمع إسلامي ، أسرة مسلمة ) ، كما أُشير في النقاش للتدخين و المخدرات التي غزت المؤسسات التعليمية و أوساط الشباب بصفة عامة .
تجدر الإشارة إلى أن مداخلات الحاضرين أكدت على ضرورة إعادة النظر في منظومة القيم السائدة حاليا و على أن مقاربة العفة و دماثة الخلق و تثبيت أركان الهوية الثقافية هي المقاربة الأنسب  لمعالجة مشكلات شبابنا و ليس هذه المقاربات الوضعية التي تنظر إلى أعراض الداء و تغفل أسبابه ( كمثال : العازل الطبي حلا مقترحا من طرف المذاهب الوضعية الغربية للسيدا  و مباركا من طرف أبناء جلدتنا " المقلدة" بتعبير الدكتور طه عبد الرحمان ) .
يُذكر أن نادي الإبداع الشبابي تم تأسيسه هذه السنة بمبادرة من مجموعة من التلاميذ للإسهام في الحياة الثقافية و التربوية بالثانوية العريقة في تيزنيت : ثانوية المسيرة الخضراء.
...تابع القراءة

| 2 التعليقات ]


2/مشاكل الشباب :

أ-مشكلة غياب الوعي /افتقاد الهوية الذاتية :



إن مشكلة افتقاد الشاب لهويته ليست مشكلة ثانوية، بل هي قلب المشكلات. فالحقيقة أن جل المشاكل التي يعانيها الشباب ناتجة عن عدم الوعي بهذه الهوية و أبعادها التاريخية و الحضارية أو افتقاده عموما لها .
فالشاب المغربي، إذا سألته: من أنت؟ فربما اندهش من السؤال نفسه لأنه لم يسأل نفسه!! .. حتى إذا أجاب قال : أنا رجل/ امرأة . في أحسن الأحوال يجيب: أنا مغربي. و بهذا يتضح أن إشكالية افتقاد الشباب لهويته يجب أن تكون مربط الفرس في كل عملية تتوخى علاج هذه المشاكل.
إن الشاب المغربي: شاب مسلم أولا ؛  و الشاب المسلم ليس كغيره من الشباب في العالم بأسره فأسلافه الشباب هم من نصروا الرسول الله عليه و سلم و حملوا دعوته حين خذله الشيوخ .. الشاب المسلم يحمل  رسالة حضارية ، عليه واجب البلاغ المبين .. الشاب المسلم عليه تبعات تحرير الأمة من مستعمريها ( فلسطين حاليا و الأقصى الأسير في يد الصهاينة المعتدين). الشاب المسلم قدوته أولا رسول الله صلى الله عليه و سلم ، الشاب المسلم حفيد مصعب بن عمير ( في سن أقل من 17 سنة كان أول سفير للرسول صلى الله عليه و سلم بالمدينة) .. الشاب المسلم حفيد أسامة بن زيد ( اختاره الرسول الله عليه و سلم ليقود جيش المسلمين في معركة مع الروم و تحت قيادته كبار الصحابة من الشيوخ و الكهول و سنه تتراوح بين 18 سنة و 20 سنة  ) .. الشابة المسلمة حفيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق ( التي ساهمت في أكبر تحول في التاريخ " الهجرة النبوية" و هي تحمل الطعام إلى الرسول صلى الله عليه و سلم ووالدها في غار ثور و هي في سن جد مبكرة ) ... هذا هو الشاب المسلم ، هذه هي الشابة المسلمة ، فهل يكون الشاب الواعي بهذه الهوية و المعتز بها كالشاب المفتقد إليها ؟
إن أخطر ما في مشكل افتقاد الشاب لهويته أو عدم وعيه بها هو فقدانه لأي رسالة و غاية في الحياة فينطلق بلا هدف منشود و بذلك يتعثر في الطريق لأنه لا يعرف أي وجهة يريد .. و بالتالي ، قد يرتمي في  أحضان هُويات أخرى غريبة عن كيانه فيضيع . أو قد يعيش في خضم صراعات نفسية ترمي به إلى السموم و السجائر و المخدرات ، أو قد يجعل تفريغ الطاقة الجنسية هدفه من الحياة ، أو قد يسقط  في اللاشيء فيحاول قتل الوقت بالاستماع للأغاني خصوصا الفارغة منها من  المعاني ، أو قد ينضم إلى المجموعات الشيطانية التي استنفذت أغراضها من الحياة ( طقوس عبدة الشياطين) ، أو قد ينتحر و هو أسوء العواقب ...  
باختصار ، إن افتقاد الشاب لهويته الثقافية بالخصوص أو عدم وعيه بها يجعله قاب قوسين أو أدنى من أي انحراف و شذوذ سواء في أخلاقه أو سلوكاته أو أفكاره و معتقداته . علاوة على ذلك ،  فمجرد ذلك الافتقاد خدمة مجانية لأعداء الأمة الإسلامية الذين يراهنون على بوابة الشباب (والمرأة) للحرب الثقافية على العالم الإسلامي .
...تابع القراءة

| 0 التعليقات ]


بسم الله الرحمان الرحيم


خاضت  كتابات كثيرة في موضوع " مشكلات الشباب" من أهمها:   الشباب  العربي و مشكلاته للدكتور عزت حجازي  ، مشكلات الشباب الحلول المطروحة.. و الحل الإسلامي  .من منشورات كتاب الأمة للدكتور عباس محجوب ، مشاكل الشباب في العلم الإسلامي  للدكتور عبد العزيز الغازي ، الإسلام و مشكلات الشباب للدكتور سعيد رمضان  البوطي ( منشور سنة 1977 ) ... بعد اطلاعي على هذه الكتابات و غيرها ، و هي للإشارة مكتوبة من طرف من تجاوزوا مرحلة الشباب بكثير أو قليل ، تبين لي أن المشاكل التي تعرضها هذه الكتابات بطريقة غير واضحة و الحلول كذلك غير ملموسة لاتسامها بانتتظار قيام  الأسرة و المدرسة .. بالأدوار المنوطة بها  و بالتالي لا تُعطي إجابة مباشرة و واقعية للأسئلة الملحة للشباب . مع التقدير دائما للمجهود المبذول فيها. من هنا ، أتمنى أن لا أكون قد سقطت في نفس الإشكال و أن لا أتحدث بمنطق الأستاذية و المشيخة .

تمهيد :
مما يجب التنبيه عليه بداية، أن هذا المقال للشباب مباشرة و يتصدى لما يمكن للشباب أن يقوم به بنفسه لمعالجة مشاكله و لا يخاطب المجتمع أو الأسرة ليقوما بدورهما في العلاج على الرغم من أهميته لأنه يسعى لوضع إجابات عملية للشباب لا تنتظر الدور المجتمعي أو الأسري أو المدرسي حتى يقوم. 

1/الشباب : أهمية المرحلة :
يستعمل مفهوم شباب (ج.شاب) أو بالغ أو مراهق للدلالة على نفس المدلول. فحين نقول فلان شاب أو بالغ مراهق فهذا يعني أنه وصل إلى فترة عمر تقوده من نهاية الطفولة إلى بداية سن الرشد. والبلوغ يرتكز على المظهر الحيوي للمراهق وعلى الخصوص ظهور علامات نضج الجسد والعقل .و الشباب هو المظهر الاجتماعي للمراهقة.(1)
مرحلة الشباب من أخطر المراحل و أهمها . بل هي مرحلة الحيوية والإنتاج. المرحلة الدافقة بالحماس والعزم . الحافلة بالنشاط . إنها مرحلة القوة بين ضعفين : ضعف الطفولة و ضعف الشيخوخة .(2)  في الحقيقة إن الشباب هو سن الهمم المتوثبة والدماء الفائرة . و الآمال العريضة... سن العطاء والبذل والغداء.. سن التلقي والتأثر والانفعال ..(3)
ومن هنا كانت أهمية المرحلة . وأهمية توجيهها والعناية بها حتى لا تضل الطريق أو حتى لا تتبدد هذه الثروة والتي هي أغلى الثروات وأعزها.(4)
ومن هنا كذلك . كان سن الشباب في منطق الإسلام ذا مسؤولية وقيمة خاصة لطالما حرص الرسول على إشعار الشباب بها منها قوله صلى الله عليه وسلم : (اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك . وصحتك قبل سقمك . وغناك قبل فقرك و حياتك قبل موتك ) و قوله كذلك : (  لا تزول قدَمَا عَبْد يَومَ الْقِيَامَةِ حَتّى يُسْأَل عَن أَرْبَعِ خِصَالٍ : عَنْ عمُره ، فِيمَ أَفناه ؟ وعَنْ شَبَابِهِ ، فِيمَ أَبْلاهُ ؟ وَعَنْ مَاله ، مِنْ أيْنَ اكتَسَبه ؟ وَفيمَ أَنْفَقَهُ ؟ وَعَن عِلْمه ، مَاذا عَمِل فيه ؟ موتك . وفراغك قبل شغلك ).  
مرحلة الشباب تكمن أهميتها القصوى كذلك في كونها مرحلة تحمل الأعباء و التكاليف الشرعية والاجتماعية. إنها المرحلة التي إذا قضاها الشاب في طاعة الله عز وجل ( الصلاة، بر الوالدين، غض البصر، الحجاب، الحياء، الاجتهاد في الدراسة و تحصيل العلم...) فاز بالاستظلال بعرش الله تعالى يوم تلفح الشمس الحارقة الوجوه والأجسام و لا وجود لظل إلا ظله تعالى. مصداقا لقول المصطفى صلى الله عليه و سلم : ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل و شاب نشأ في عبادة الله و رجل قلبه معلق بالمساجد و رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه و تفرقا عليه و رجل دَعَتْه امرأة ذات منصب و جمال فقال إني أخاف و رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تُنفق يمينه و رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه .)


الهوامش و المراجع:

(1) مشاكل الشباب في العالم الإسلامي للدكتور عبد العزيز غازي .ص: 13 .
(2) خطبة "حال شبابنا اليوم" . خطب معاصرة للدكتور يوسف القرضاوي .
 (3) "الشباب و التغيير " لفتحي يكن .
 (4) خطبة "حال شبابنا اليوم" . خطب معاصرة للدكتور يوسف القرضاوي .
                                                                                                                                  يتبع...

...تابع القراءة

| 2 التعليقات ]








بسم الله الرحمن الرحيم
أكيد أن العديد من الزوار الأوفياء سيتساءلون عن هذا الانقطاع الطويل عن الكتابة و التدوين و عن أسبابه ، خصوصا أن كانت البداية بحماس شديد ( التدوين أسبوعيا في فترة سابقة) .
تداخلت عدة عوامل سببت في هذا الانقطاع ( حوالي ثلاثة أشهر) من أهمها :
- 1/ التفكير في تغيير خط الكتابة؛ لاحظت بعد قراءات مستفيضة في العطلة الصيفية ان الطابع الغالب على ما أكتب هو الخاطرة ثم تطويرها و إنضاجها إلى مقال فكري ( إن صح إدخاله في مجال الفكر) أو قراءات/تأملات على هامش أحداث في الوطن ، في المدينة (تيزنيت) أو في ربوع الأمة.. و لذلك انتبهت إلى أن كتابة مقال فكري في المستوى يتطلب جهد جهيد و قراءات عميقة في الفكر ليكون المكتوب متماسكا و يستحق القراءة لذلك تراجعت عن العديد من مشاريع المقالات التي بدأتها أذكر منها : " هل غدت اليمقراطية طريقا إلى الحل الإسلامي ؟" . " الحرية و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في الإسلام" .و قد أتممها إن يسر الله تعالى ذلك. هذا عن أول الأسباب.

- 2/ الوقت ، هذه السنة الأولى باكالوريا علوم رياضية تتطلب مني أن أولي اهتماما كبيرا بالدراسة لأنها تحتاج إلى ذلك .
- 3/ القراءة، بعد قراءتي لما حققت السنة الماضية لاحظت بأني كنت أعيش في أوهام الفكر و المعرفة. لذلك معظم وقت الفراغ هذه السنة  أقضيه في المطالعة و القراءة خصوصا المشاريع الفكرية الإسلامية  مع التنبيه أن السنة الفارطة كنت أطالع لكن العطاء كان أكثر من الأخذ.
- 4/ الجانب التقني ، تغير لوحة بلوكر أخر كتابتي لهذه التدوينة على الأقل أكثر من ثلاثة أسابيع .

و أخيرا، نسأل الله عزوجل أن يوفقنا لإتمام المسيرة و أن يجعل ذلك خالصا لوجهه الكريم.

...تابع القراءة

| 1 التعليقات ]


7/ سمات التغيير المنشود :


انطلاقا من قول الحق تبارك و تعالى  " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ". يتبين أن التغيير – أو أي تغيير بصفة عامة  - أو الإصلاح الثقافي المنشود في الوسط المدرسي يخضع لمجموعة من السنن الكونية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار – لأن السنة الكونية لا تحابي أحدا : المسلم أو الكافر - .و قد فصل في هذا الموضوع الأستاذ جودت السعيد في كتابه " حتى يغيروا ما بأنفسهم " .و ذكر فيه أن التغيير المذكور في الآية الكريمة هو سنة مجتمع لا سنة فرد ( ما بأنفسهم ) و بالتالي فإننا إن كنا  ننشد تغييرا لدى التلاميذ فإنه لا بد أن يغير المجتمع التلمذي ككل الفلسفة التي يسير وفقها في مضى (  و ليس تغير مجموعة من الأفراد هو الكفيل بالتغيير الرباني المذكور في الآية ) . و قد جاء في الكتاب أيضا – في تفسير التغيير المذكور في الآية دائما - أن ما بالقوم نتيجة لما بالنفس : مما يعني أن التضعضع الذي لحق الوسط التلمذي  سواء على المستوى الأخلاقي أو الدراسي أو المعرفي راجع بالأساس إلى ما في نفوس التلاميذ حاليا من لامبالاة و من خواء معرفي و فقدان تام للرسالة المنوطة بالإنسان في  الحياة .
إذن التغيير مرة أخرى ينطلق من تغيير نفوس التلاميذ – و أصعب شيء هو أن تغير الموازين التي تحكم المرء- و ذلك يحتاج، كخلاصة ، إلى التوعية بالرسالة من الوجود ( = بث الوعي الإسلامي ) سواء بالمناهج الدراسية – و هذا العامل كما ذكرنا في التمهيد هو المركزي و يتعلق بالمسئولين و ليس التلاميذ – و يحتاج أيضا إلى تمكين  التلميذ من ثقافة حقة و معرفة حقيقية ( = بإعادة الاعتبار للكتاب و للنقاش داخل أسوار المؤسسات التعليمية ).





الهوامش :

(1)" مرآة الغرب المنكسرة " للدكتور حسن أوريد .
(2)" جاهلية القرن العشرين " – فصل " فساد في الأخلاق" ص : 162. للأستاذ محمد قطب .
(3)" الأخطاء الستة للحركة الإسلامية بالمغرب " . للشيخ فريد الأنصاري – رحمة الله عليه - .فصل ( استصنام الخيار النقابي ) .
(4)" شروط النهضة ". للأستاذ مالك بن نبي – رحمة الله عليه - .  فصل " توجيه الثقافة " . ص : 88
(5)" الجاهلية " حسب المصدر السابق . فالجاهلية كما يقول فيها " الأستاذ محمد قطب " هي : البعد عن هدى الله تعالى و هي مقابل معرفة الله و الحكم بما أنزل الله و تتخذ عدة صور على مر تاريخ البشرية . و ليس بالضرورة أن تكون الجاهلية ضد العلم و المدنية و الحضارة...
 (6 " البيان الدعوي و ظاهرة التضخم السياسي " . للشيخ فريد الأنصاري – رحمة الله عليه .

(7) نفس المصدر السابق .
 (8) " معالم في الطريق " ص : 6 ( الطبعة الثامنة عن دار الشروق ) .
...تابع القراءة

| 0 التعليقات ]


5/ مراعاة التدرج :

عملية " الإصلاح الثقافي " داخل الوسط المدرسي تستلزم التدرج و مراعاة فقه الأولويات . فالمدلول الأول الذي أشرنا إليه بالنسبة للإصلاح الثقافي  بمعنى تغيير مجموعة من التصورات و الموازين التي تحكم التلميذ و تؤطره، يحتاج إلى جهد جهيد و عمل طويل , فكما أن عملية زلزلة القيم الأصيلة و تفريغ التلميذ منها ( الشباب عموما ) تمت في سنين بل أكثر من قرن ( بروتوكولات حكماء صهيون التي تشير إلى المرامي  الدنيئة للصهيونية العالمية مضى عليها أكثر من قرن من الزمان ) فتحقق لها حاليا ما أرادت ! عملية الإصلاح كذلك يجب أن تعمل  بالتدريج لكي تؤتي أكلها .
فقه الأولويات كذلك مهم في عملية الإصلاح حيث يجب الابتداء بالركائز و الأسس : الصلاة أولا ( و هنا مساجد المؤسسات تلعب الدور ) و هي الخطوة الأولى في عملية الإصلاح و منها ستتغير باقي التصورات ، لأن الصلاة تحدث مكانة جديدة للدين لدى التلميذ و بالتالي هو انتصار أيما انتصار في عملية تغيير الموازين !!
كما أن فقه المقاصد يلعب دورا مهما، خصوصا الكليات الخمس، إذ يجب العناية بترتيبها. فحفظ الدين هو الأساس و عمود الدين الصلاة , و قد ذكرنا آنفا  أهميتها و كونها من أول الأولويات . و حفظ النفس و حفظ العقل في المرتبة الثانية ; محاربة المخدرات و التدخين و العنف...

6/  التفكير الاستراتيجي في إعداد الجيل البديل :

قد سبق لي أن أشرت في أكثر من موضع و بالخصوص في المقال الذي أطلقت فيه صيحة تحذير من تشهير التمييع و تغريب مؤسسات التعليم بمغربنا الحبيب إلى أن المنوط بالتعليم هو إعداد الجيل القائد للحضارة مستقبلا  و هذا ما أعنيه في التمهيد بتأهيله للمراد منه في المستقبل.  فلا يخفى على أحد اليوم، أن الحضارة الإنسانية، بتعبير سيد قطب رحمه الله، بحاجة إلى قيادة جديدة . و كما قال رحمه الله: ( إن قيادة الرجل الغربي للبشرية قد أوشكت على الزوال .. لا لأن الحضارة الغربية قد أفلست ماديا أو ضعفت من ناحية القوة الاقتصادية و العسكرية .. و لكن لأن النظام الغربي قد انتهى دوره لأنه لم يملك رصيدا من '' القيم '' يسمح له بالقيادة (.
قال هذا الكلام منذ ما يقارب نصف قرن من الزمان، و هو الذي خبر الحضارة الغربية عن قرب حين عاش في أمريكا لمدة من الزمان.
صدَّق التاريخ كلام الأستاذ سيد قطب ، فها هي اليوم الحقائق تشير إلى درجة السعار الجنسي ببلاد الغرب ، و كيف أصبح هم التلميذ الغربي فرجه . و بالتالي ، فذلك ينذر بأن الإنسانية جمعاء في حاجة إلى بديل ، و لا بديل  إلا التلميذ المسلم ،  الملتزم ، المتفوق ، المبتكر و المبدع .. و بما أن المغرب ، أحد غرف دار الإسلام فإن البشرية في مسيس الحاجة إلى تلاميذه . و لن تكون البشرية يوما في حاجة إلى التلميذ المائع، عبيد شهواته و نزواته .
و تصريح الرئيس الأمريكي " كنيدي" سنة 1962 ، خير شاهد على ما قاله الشهيد – بإذن الله – سيد قطب ، و هو كلام يفيد كذلك أن ولاة الأمور في الغرب منذ القرن العشرين قد فطنوا إلى المآزق التي وصل إليها شبابهم و تلامذتهم ، و قد دقوا ناقوس الخطر على مستقبلهم منذ ذلك الحين ، لكن للأسف، لم يستطيعوا أن يوقفوا المد الانحلالي الجارف ، لأنهم بكل بساطة انفصلوا عن المعين الأصيل ( الدين ) ، و الغريب أن  المتغربين عندنا – أبناء جلدتنا - مازالوا يدعون إلى تنميط التلميذ المسلم على غرار نظيره الغربي ، رغم أن ولاة الأمور في الغرب منذ أكثر من نصف قرن أشاروا إلى المآزق الأخلاقية التي وصل إليها شبابهم و المهالك التي تؤدي إليها تلك المآزق من فتور عن العمل و فقدان القدرة عن الإدارة الراشدة ...فلماذا لا نحذو حذو الغرب شبرا شبرا و ذراعا بذراع  ، في هذا الأمر ، فندعو إلى الرجوع إلى الأخلاق و الفضائل و لا خوف علينا حينها لأننا نملك المعين الأصيل ( الدين ) .

...تابع القراءة