| 2 التعليقات ]


2/مشاكل الشباب :

أ-مشكلة غياب الوعي /افتقاد الهوية الذاتية :



إن مشكلة افتقاد الشاب لهويته ليست مشكلة ثانوية، بل هي قلب المشكلات. فالحقيقة أن جل المشاكل التي يعانيها الشباب ناتجة عن عدم الوعي بهذه الهوية و أبعادها التاريخية و الحضارية أو افتقاده عموما لها .
فالشاب المغربي، إذا سألته: من أنت؟ فربما اندهش من السؤال نفسه لأنه لم يسأل نفسه!! .. حتى إذا أجاب قال : أنا رجل/ امرأة . في أحسن الأحوال يجيب: أنا مغربي. و بهذا يتضح أن إشكالية افتقاد الشباب لهويته يجب أن تكون مربط الفرس في كل عملية تتوخى علاج هذه المشاكل.
إن الشاب المغربي: شاب مسلم أولا ؛  و الشاب المسلم ليس كغيره من الشباب في العالم بأسره فأسلافه الشباب هم من نصروا الرسول الله عليه و سلم و حملوا دعوته حين خذله الشيوخ .. الشاب المسلم يحمل  رسالة حضارية ، عليه واجب البلاغ المبين .. الشاب المسلم عليه تبعات تحرير الأمة من مستعمريها ( فلسطين حاليا و الأقصى الأسير في يد الصهاينة المعتدين). الشاب المسلم قدوته أولا رسول الله صلى الله عليه و سلم ، الشاب المسلم حفيد مصعب بن عمير ( في سن أقل من 17 سنة كان أول سفير للرسول صلى الله عليه و سلم بالمدينة) .. الشاب المسلم حفيد أسامة بن زيد ( اختاره الرسول الله عليه و سلم ليقود جيش المسلمين في معركة مع الروم و تحت قيادته كبار الصحابة من الشيوخ و الكهول و سنه تتراوح بين 18 سنة و 20 سنة  ) .. الشابة المسلمة حفيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق ( التي ساهمت في أكبر تحول في التاريخ " الهجرة النبوية" و هي تحمل الطعام إلى الرسول صلى الله عليه و سلم ووالدها في غار ثور و هي في سن جد مبكرة ) ... هذا هو الشاب المسلم ، هذه هي الشابة المسلمة ، فهل يكون الشاب الواعي بهذه الهوية و المعتز بها كالشاب المفتقد إليها ؟
إن أخطر ما في مشكل افتقاد الشاب لهويته أو عدم وعيه بها هو فقدانه لأي رسالة و غاية في الحياة فينطلق بلا هدف منشود و بذلك يتعثر في الطريق لأنه لا يعرف أي وجهة يريد .. و بالتالي ، قد يرتمي في  أحضان هُويات أخرى غريبة عن كيانه فيضيع . أو قد يعيش في خضم صراعات نفسية ترمي به إلى السموم و السجائر و المخدرات ، أو قد يجعل تفريغ الطاقة الجنسية هدفه من الحياة ، أو قد يسقط  في اللاشيء فيحاول قتل الوقت بالاستماع للأغاني خصوصا الفارغة منها من  المعاني ، أو قد ينضم إلى المجموعات الشيطانية التي استنفذت أغراضها من الحياة ( طقوس عبدة الشياطين) ، أو قد ينتحر و هو أسوء العواقب ...  
باختصار ، إن افتقاد الشاب لهويته الثقافية بالخصوص أو عدم وعيه بها يجعله قاب قوسين أو أدنى من أي انحراف و شذوذ سواء في أخلاقه أو سلوكاته أو أفكاره و معتقداته . علاوة على ذلك ،  فمجرد ذلك الافتقاد خدمة مجانية لأعداء الأمة الإسلامية الذين يراهنون على بوابة الشباب (والمرأة) للحرب الثقافية على العالم الإسلامي .

2 التعليقات

Unknown يقول... @ 13 يناير 2013 في 11:37 ص

فعلا أخي أيوب .. المشكلة أن الشباب العربي المسلم متأثر بالشخصيات الأجنبية التي تسعى وراء افشال المشروع الاسلامي لكن و الحمد لله فليس أغلب الشباب متأثر بهذا الوضع , هناك من الشباب العربي المسلم من يجب الاقتداء بهم .
و انشاء الله سيعود الوضع الى ما كان عليه في سالف العصر , كما وعدنا عز وجل في كتابه الكريم , لكن لا يجب التهاون و انتظار التغيير بل يجب صناعته .
ياسين أزفاض

صالح المنقوش يقول... @ 25 فبراير 2013 في 10:09 ص

جزاك الله خيرا
مثلك قدوة الشباب الصالح
حفظك الله

إرسال تعليق