كل متتبع للشأن السياسي بمصر , لا بد له و أن يلاحظ تغريد الطائفة العلمانية خارج السرب في الأسابيع الأخيرة خصوصا بعد الحضور الوازن للتيار الإسلامي في الهيئة التأسيسية لوضع مشروع الدستور الجديد , المعبر عن الحجم الحقيقي لهذا التيار في المجتمع المصري . العلمانيون لم يهدأ لهم بال كما لم يهدأ للعدو الصهيوني الإرهابي بعد أن اتضح جليا من هو الشعب المصري و من اختار الشعب المصري ليخدمه ؟ فلماذا كل هذه الزوبعة الجارية في أرض الكنانة على تيار يمثل أزيد من ثلاثة أرباع الشعب المصري بعد الثورة ظهرت قوته للقاصي و الداني ؟
مما لا يختلف عليه اثنان أن أرض الكنانة تقض مضجع أعداء الأمة من بني صهيون و حلفائهم في الآونة الأخيرة , لأنها سائرة , بإذن الله تعالى , نحو تطبيق الشريعة الإسلامية الغراء و ما أدراك ما الشريعة الإسلامية بالنسبة لكل أعداء الله تعالى ! و ما أدراك ما تعنيه الشريعة الإسلامية الغراء بالنسبة للصهاينة السفاحين على الخصوص ! . الشريعة الإسلامية و ما تحمله من روح تحررية كريمة يعز عليها أن ترى جحافل العصابات اليهودية تسفك الدماء البريئة يوما بعد يوم , يعز عليها أن ترى قتلة الأنبياء و الذين لا يتناهون عن منكر فعلوه يعبثون بالنفوس الخيرة في كل مكان , يعز عليها أن ترى استكبارا في الأرض غير استعلاء منهج الله تعالى و شرعه , يعز عليها أن تستمر في إكمال حلقات المسلسل الخياني الاستسلامي الذي بدأه الخائن أنور السادات بكامب دايفيد , يعز عليها أن يباع الغاز للأعداء فما بالك أن يباع بنصف الأسعار العالمية !!!
لهذا الأعداء عموما و الصهاينة خصوصا , يعلمون علم اليقين أن ساعة العد العكسي قريبة لا محالة , أن الساعة التي سيفضح فيها الشجر و الحجر قتلة الأنبياء آتية لا محالة و خيوط فجرها ستبزغ عما قريب , و أن المقاومة ستتقوى أكثر فأكثر . لهذا كله , لم يهدأ و لن يهدأ لأعتى الكيانات الإرهابية على وجه الأرض بال , لهذا كله , يحاولون توريط الحكام القادمون بملايير من القروض من صندوق النقد الدولي سعيا للتحكم في مصائر الشعب المصري مجددا و سعيا للإطاحة بالمشروع الإسلامي مجددا .
فإذا كانت أرض الكنانة هذه الأسابيع تقض مضجع الأعداء في الخارج و على رأسهم العدو الصهيوني فإنها تؤرق كذلك أذناب الأعداء في الداخل و عموم خصوم المشروع الإسلامي , لأنهم أيضا يعقلون جيدا , أنها ستعود , بإذن الله تعالى , أما للدنيا بالأفعال لا الأقوال , لأنهم سيودعون مصر المستكينة, مصر ذات المدنية الشوهاء , مصر التي يسيل وجهها بالطلاء و الدهون الزائفة . أقصوا الشيخ المجاهد حازم أبو إسماعيل, لأنه منذ البداية صارحهم بمشروعه, لأنه منذ البداية لم يعدهم بمداهنة النظم و المناهج الوضعية و لا بمهادنة مشاعر المتباكين على أطلال المدنية الزائلة. إنه لم يعلنها دعوة قومية لتقود مصر الأمة العربية إلى بر العز و الكرامة , كما قال عبد الباري عطوان في أحد مقالاته .و لم يعلنها دعوة اجتماعية لتحقيق العدل و كسر الطبقية الصريخة التي خلفها العهد البائد . و لم يعلنها دعوة أخلاقية لتنظيف مصر من مستنقعات الفساد الأخلاقي التي عششت و فرخت في العهد السابق. كلا , فليس الطريق قوميا و لا اجتماعيا و لا أخلاقيا , كما يردد دائما الشهيد , بإذن الله , سيد قطب . إن الشيخ المجاهد حازم أعلنها إسلامية منذ البداية , و تحت ظلال النظام الإسلامي المنشود ستتحقق العزة القومية , باسم الإسلام لا باسم العربية و ستتحقق العدالة الاجتماعية التي حارت شتى المناهج الوضعية في الوصول إليها و سيتحقق الصلاح الأخلاقي ليس إلى حد الطهرانية لأن المجتمع الإسلامي ليس مثاليا و لكن إلى مستوى يؤمن الصحة النفسية للجميع . رغم أن الأكثر صراحة في حمل المشروع الإسلامي إلى دفة الحكم كان الشيخ حازم , إلا أن هناك دعاة أخر يحملون نفس الهم , أقصي منهم كذلك المهندس خيرت شاطر و بقي الدكتور المرسي و الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح , المفكر سليم العوا . غير أن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح , اتفق عليه أكثر من واحد , منهم الشيخ يوسف القرضاوي و الشيخ سلمان العودة و أنصار الدعوة السلفية و حزب النور .
0 التعليقات
إرسال تعليق