| 0 التعليقات ]


ج-مشكل الاضطراب النفسي :
يعيش الكثير من الشباب اضطرابات نفسية كثيرة . نتيجة لعدة أسباب من أهمها :
1-البعد عن الله تعالى :
يقول تعالى " ألا بذكر الله تطمئن القلوب" . من هذا المنطلق يتبين أن كل ناشد للراحة النفسية ما عليه إلا أن يلتجئ إلى الله ، و تَحْسِم الآية في الوسيلة التي تطمئن بها القلوب و هي ذكر الله تعالى بمفهومه الشامل . فترك الصلاة وعقوق الوالدين والتبرج والزنا أو مقدماته كل ذلك تسبب في أن يعيش الشباب صراعات نفسية مهولة.
فالشاب يرى التناقض المهول بين ما يُلَقَنُ له من مبادئ و أخلاق و قيم و بين سلوكاته . فيحس في أعماق نفسه بأنه على خطأ وأن خطأه لا يُغْتَفرْ و بسبب ضعف إرادته يزيد في المعاصي فتزداد اضطراباته . ويلجأ أخيرا إما إلى الانتحار (وهو أسوء مصير) و إما إلى المخدرات و التدخين و الموسيقى الصاخبة ومن رحمه الله يتوب إليه. أما المخدرات و السجائر فمعلوم أنها تزيده ألاما على ألام رغم أنها في الظاهر هروب من الواقع المؤلم . وتبدأ في إعلان موته البطيء .أما الموسيقى الصاخبة  فلا تعكس سوى الفراغ المُهْوِل الذي يعيشه و لا تحل من مشاكله شيئا.
2-تناقضات المجتمع :
كذلك ، تنجم المشاكل النفسية التي يعانيها الشباب من التناقضات التي يراها في المجتمع فيلاحظ أن مبادئ تُلَقَن له هنا وهناك ما يتصادم معها في الشارع ، المدرسة ، الأسرة ، المجتمع ككل.. يُطالب بالاجتهاد في الدراسة والبحث العلمي فيصدم بالمحسوبية  المستشرية في مباريات الولوج إلى المعاهد العليا أو التوظيف .. فيفقد الأمل و يتخبط في يأس عميق . يلجأ معه . على أقل تقدير . إلى السيجارة لعلها تخفف من أتراحه و أحزانه فإذا هي تزيد !! . يُصغي السمع إلى كثير من الوعاظ و الخطباء و الموجهين ، فيتأثر لما يسمع ، و تطمح نفسه إلى القيم العالية و الأخلاق الفاضلة ؛ فيفاجأ بما يناقضها في المجتمع .. فتضطرب نفسيته و يدخل في صراع نفسي مرير.
يقول أحد العلماء المعاصرين : " إن من الطبيعي أن تجد أكثر الشبان لا يؤمنون بشيء،  لأن اللاشيء هو النتيجة المنطقية للصراع المستمر بين شيئين !.. ".

د-مشكل الفقر المعرفي :

إن الشباب الذي نجا من سموم السجائر و المخدرات و ألوان الصراعات النفسية ومن الزنا والشهوة الحرام يعاني مشكلة أخرى و هي الفقر المعرفي. فهو يتخرج من المدارس النظامية و هو مُتْقِن للكتابة و للقراءة ولكنه فقير من ناحية امتلاك ناصية المعرفة لا يكاد الامتحان يمر إلا وهو ناس لما هو مدروس. و المساهم بقدر كبير في هذه المعضلة الثقافية و الاجتماعية، حسب العديد من الباحثين، هو سياسات الدولة التعليمية . فالبيداغوجية التعليمية مازالت تعتمد – رغم بعض التغييرات في السنوات الأخيرة – سياسة التكديس المعلوماتي الجافة . إضافة إلى أن أزمة القراءة المستفحلة في العالم العربي تقتضي من السياسة التعليمية أن تأخذ بعين الاعتبار هذا المعطى الهام الذي يستلزم أن تكون المدرسة النظامية المصدر الوحيد للمعرفة الحقيقية بالنسبة.
إن الفقر المعرفي و ضحالة المستوى العلمي للشباب يجعلهم على شفا أي انحراف فكري و نفسي؛ لأنهم ، ربما، سيواجهون بمغالطات تاريخية معرفية تشككهم في عقيدتهم و قيمهم و قدرات أمتهم مما يهوي بهم إلى متاهات فكرية تعادي هويتهم أو يؤدي ذلك بهم إلى فقدان الثقة في المجتمع و التمرد على التقاليد أو اضطرابات نفسية .. 

0 التعليقات

إرسال تعليق