| 0 التعليقات ]


5/ مراعاة التدرج :

عملية " الإصلاح الثقافي " داخل الوسط المدرسي تستلزم التدرج و مراعاة فقه الأولويات . فالمدلول الأول الذي أشرنا إليه بالنسبة للإصلاح الثقافي  بمعنى تغيير مجموعة من التصورات و الموازين التي تحكم التلميذ و تؤطره، يحتاج إلى جهد جهيد و عمل طويل , فكما أن عملية زلزلة القيم الأصيلة و تفريغ التلميذ منها ( الشباب عموما ) تمت في سنين بل أكثر من قرن ( بروتوكولات حكماء صهيون التي تشير إلى المرامي  الدنيئة للصهيونية العالمية مضى عليها أكثر من قرن من الزمان ) فتحقق لها حاليا ما أرادت ! عملية الإصلاح كذلك يجب أن تعمل  بالتدريج لكي تؤتي أكلها .
فقه الأولويات كذلك مهم في عملية الإصلاح حيث يجب الابتداء بالركائز و الأسس : الصلاة أولا ( و هنا مساجد المؤسسات تلعب الدور ) و هي الخطوة الأولى في عملية الإصلاح و منها ستتغير باقي التصورات ، لأن الصلاة تحدث مكانة جديدة للدين لدى التلميذ و بالتالي هو انتصار أيما انتصار في عملية تغيير الموازين !!
كما أن فقه المقاصد يلعب دورا مهما، خصوصا الكليات الخمس، إذ يجب العناية بترتيبها. فحفظ الدين هو الأساس و عمود الدين الصلاة , و قد ذكرنا آنفا  أهميتها و كونها من أول الأولويات . و حفظ النفس و حفظ العقل في المرتبة الثانية ; محاربة المخدرات و التدخين و العنف...

6/  التفكير الاستراتيجي في إعداد الجيل البديل :

قد سبق لي أن أشرت في أكثر من موضع و بالخصوص في المقال الذي أطلقت فيه صيحة تحذير من تشهير التمييع و تغريب مؤسسات التعليم بمغربنا الحبيب إلى أن المنوط بالتعليم هو إعداد الجيل القائد للحضارة مستقبلا  و هذا ما أعنيه في التمهيد بتأهيله للمراد منه في المستقبل.  فلا يخفى على أحد اليوم، أن الحضارة الإنسانية، بتعبير سيد قطب رحمه الله، بحاجة إلى قيادة جديدة . و كما قال رحمه الله: ( إن قيادة الرجل الغربي للبشرية قد أوشكت على الزوال .. لا لأن الحضارة الغربية قد أفلست ماديا أو ضعفت من ناحية القوة الاقتصادية و العسكرية .. و لكن لأن النظام الغربي قد انتهى دوره لأنه لم يملك رصيدا من '' القيم '' يسمح له بالقيادة (.
قال هذا الكلام منذ ما يقارب نصف قرن من الزمان، و هو الذي خبر الحضارة الغربية عن قرب حين عاش في أمريكا لمدة من الزمان.
صدَّق التاريخ كلام الأستاذ سيد قطب ، فها هي اليوم الحقائق تشير إلى درجة السعار الجنسي ببلاد الغرب ، و كيف أصبح هم التلميذ الغربي فرجه . و بالتالي ، فذلك ينذر بأن الإنسانية جمعاء في حاجة إلى بديل ، و لا بديل  إلا التلميذ المسلم ،  الملتزم ، المتفوق ، المبتكر و المبدع .. و بما أن المغرب ، أحد غرف دار الإسلام فإن البشرية في مسيس الحاجة إلى تلاميذه . و لن تكون البشرية يوما في حاجة إلى التلميذ المائع، عبيد شهواته و نزواته .
و تصريح الرئيس الأمريكي " كنيدي" سنة 1962 ، خير شاهد على ما قاله الشهيد – بإذن الله – سيد قطب ، و هو كلام يفيد كذلك أن ولاة الأمور في الغرب منذ القرن العشرين قد فطنوا إلى المآزق التي وصل إليها شبابهم و تلامذتهم ، و قد دقوا ناقوس الخطر على مستقبلهم منذ ذلك الحين ، لكن للأسف، لم يستطيعوا أن يوقفوا المد الانحلالي الجارف ، لأنهم بكل بساطة انفصلوا عن المعين الأصيل ( الدين ) ، و الغريب أن  المتغربين عندنا – أبناء جلدتنا - مازالوا يدعون إلى تنميط التلميذ المسلم على غرار نظيره الغربي ، رغم أن ولاة الأمور في الغرب منذ أكثر من نصف قرن أشاروا إلى المآزق الأخلاقية التي وصل إليها شبابهم و المهالك التي تؤدي إليها تلك المآزق من فتور عن العمل و فقدان القدرة عن الإدارة الراشدة ...فلماذا لا نحذو حذو الغرب شبرا شبرا و ذراعا بذراع  ، في هذا الأمر ، فندعو إلى الرجوع إلى الأخلاق و الفضائل و لا خوف علينا حينها لأننا نملك المعين الأصيل ( الدين ) .

0 التعليقات

إرسال تعليق